قلنا: ما عمل في (إذ) الأولى، وتقديره: وإذ فرقنا، فهو عطف على (إذ)
المتقدم.
* * *
(المعنى)
ثم ذكر نعمة أخرى فقال تعالى وإذ فرقنا بكم البحر قيل: جعلناكم بين فرقتيه تمرون في طريق يبس، وقيل: فرقنا بين الماء وبينكم، إذ فصلنا وحجزنا حتى مررتم فيه، والأول أوجه، وقيل: أراد به فرقهم في اثني عشر طريقا لاثني عشر سبطا، وقيل: فرقنا بسببكم البحر لتمروا فيه.
ومتى قيل: ما فائدة جعل الطريق اثني عشر؟
قلنا: كيلا يختلط سبط بسبط، وكانوا اثني عشر سبطا؛ ولذلك فرق بين مشربهم في التيه، وقيل: ليتعجل خروجهم، وقيل: كيلا يتزاحموا ولا يتقاتلوا عليه فأنجيناكم يعني من البحر والغرق وأغرقنا آل فرعون يعني أشياعه وأتباعه ، وهو معهم، فحذف لدلالة الحال، كأنه قيل: أغرقنا آل فرعون معه، وقد بين ذلك في قوله: (فأغرقناه ومن معه جميعا).
ويقال: كيف دخل فرعون مع كمال عقله البحر مع ما فيه من الخطر؟
Shafi 378