كبائر المعاصي: لقوله تعالى: {إنما يتقبل الله من المتقين }[المائدة:27] ولحديث أبي هريرة أن رجلا صلى وهو مسبل إزاره، فأمره النبي صلى الله عليه وآله وسلم بإعادة الوضوء والصلاة . ولحديث أنس قال: كان يأمرنا بإعادة الوضوء من الغيبة وأذى المسلم، وإنما كانت المعاصي ناقضة للوضوء ؛ لأن العبد قد تأهب واستعد للوقوف بين يدي رب العالمين، ليؤكد على توحيد الله سبحانه وتعالى وتمجيده والثناء عليه، راجيا من مولاه الإعانة والهداية إلى صراطه المستقيم، ومتوسلا بإخلاص توحيده وطاعته.وقد كان علي بن الحسين عليه السلام إذا توضأ اصفر لونه وارتعدت فرائصه، فسئل عن ذلك؟ فقال: أتدرون بين يدي من سأقف؟ وهكذا كان زين العابدين، وغيره من أئمة أهل البيت إذا ذكر الله وجلت قلوبهم.
فأما من يجاهر بعصيان رب العالمين أثناء استعداده للمثول أمامه، فلاشك أنه لا يستحي من ربه فلا ينال الرضا والقبول من الله سبحانه وتعالى، ولو أن رجلا يطلب حاجة من ملك وذهب إلى قصره وحظي بمقابلة الملك في وقت معلوم، وعند ذلك الوقت تأهب للقائه، وسمح له بالدخول، وفي أثناء دخوله شتم بعض حرس الملك واعتدى على بعض أملاكه عمدا.. فهل سيرضى عنه الملك، ويقضي حاجته بعد ذلك؟! أعتقد أنه سيحرم من بر الملك وإحسانه بسبب ما اقترفته يداه، فكذلك من توضأ ثم تجرأ على انتهاك حرمات الله، فإنه سيحق عليه غضب الله، ويفسد وضوءه كما صرح بذلك الحديث السابق.
Shafi 27