[56] قلت بل يفترق أشد الافتراق اذا وضع العدم صادرا عن الفاعل كصدور الوجود عنه واما اذا وضع الوجود أولا والعدم ثانيا أى وضع حادثا عن الفاعل بتوسط ضرب من الوجود عنه وهو تصييره الوجود الذى بالفعل الى القوة بإبطال الفعل الذى هو الملكة فى المحل فهو صحيح ولا يمتنع عند الفلاسفة من هذه الجهة ان يعدم العالم بان ينتقل الى صورة أخرى لان العدم يكون ههنا تابعا وبالعرض وانما الذى يمتنع عندهم ان ينعدم الشىء الى لا موجود أصلا لانه لو كان ذلك كذلك لكان الفاعل يتعلق فعله بالعدم أولا وبالذات
[57] فهذا القول كله أخذ فيه بالعرض على انه بالذات فالزم الفلاسفة منه ما قالوا بامتناعه وأكثر الاقاويل التى ضمن هذا الكتاب هى من هذا القبيل ولذلك كان احق الاسماء بهذا الكتاب كتاب التهافت المطلق أو تهافت أبى حامد لا تهافت الفلاسفة وكان احق الاسماء بهذا الكتاب كتاب التفرقة بين الحق والتهافت من الاقاويل
Shafi 146