[54] وكل من لا يضع مادة فلا ينفك عن هذا الشك اعنى انه يلزمه ان يتعلق فعل الفاعل بالعدم أولا وبالذات وهذا كله بين فلا معنى للاكثار فيه ولهذا قالت الحكماء ان المبادى للامور الكائنة الفاسدة اثنان بالذات وهما المادة والصورة وواحد بالعرض وهو العدم لانه شرط فى حدوث الحادث أعنى ان يتقدمه فاذا وجد الحادث ارتفع العدم واذا فسد وقع العدم
[55] الوجه الثانى من الاعتراض ان من الاعراض ما ينعدم عندهم لا بضده فان الحركة لا ضد لها وانما التقابل بينها وبين السكون عندهم تقابل الملكة والعدم أى تقابل الوجود والعدم لا تقابل وجود لوجود ومعنى السكون عدم الحركة فاذا عدمت الحركة لم يطر سكون هو ضده بل هو عدم محض وكذلك الصفات التى هى من قبيل الاستكمال كانطباع أشباح المحسوسات فى الرطوبة الجليدية من العين بل انطباع صور المعقولات فى النفس فانها ترجع الى استفتاح وجود من غير زوال ضده واذا عدم كان معناها زوال الوجود من غير استعقاب ضده فزوالها عبارة عن عدم محض قد طرا فعقل وقوع العدم الطارى وما عقل وقوعه بنفسه وان لم يكن شيئا عقل ان ينسب الى قدرة القادر فتبين بهذا انه مهما تصور وقوع حادث بارادة قديمة لم يفترق الحال بين أن يكون الواقع الحادث عدما او وجودا
Shafi 145