〈والنبات الغليظ اللحاء ينمو ويزداد بفضل ضغط الرطوبة وقوة الحرارة؛ وهذا أمر نراه فى الصنوبر والنخيل. والنبات الذى يعطى عصيرا لبنيا يكون هذا العصير فى داخله؛ إذ تكون فى داخله حرارة شديدة وتكون فيه مادة دهنية. فاذا بدأت الحرارة فى إحداث الطبخ، تحولت المادة الدهنية إلى رطوبة، وجمدتها الحرارة شيئا يسيرا، وتحدث حرارة موضعية، فينشأ سائل دهنى شبيه باللبن، ويصعد البخار من الرطوبة التى تجذب المادة اللبنية إلى أطراف النبات، وتحتفظ الرطوبة بالحرارة التى تظهر. ولا تتجمد المادة اللبنية، لأن وظيفة الحرارة أن تجمدها. فاذا ظهر فى المادة اللبنية تجمد كبير، فمرجع ذلك يكون إلى وجود البرودة فى النبات. وتتجمد المسادة اللبنية إذا تركت وضعها الأصلى فى الشجرة، وعن هذا يكون الصمغ. والصمغ يفرز حارا من الشجر بالتقطير، فاذا اتصل بالهواء جمد. وبعض الصمغ يسيل فى المناطق المعتدلة، ويكون قوامه كالماء؛ وبعضه الآخر يسيل ثم يصبح جامدا كالحجر أو المحار. والصمغ الذى يتساقط قطرة فقطرة يحتفظ بشكله، مثلما يحدث فى الشجر المعروف باسم Aletafur. والصمغ الذى يتحول إلى مادة حجرية يكون باردا جدا أول سيلانه، وإفرازه يكون بسبب الحرارة، فاذا سال تحجر؛ وهذا يحدث فى التربة الحارة جدا. وبعض الأشجار تتغير فى الشتاء، فتصبح مرة خضراء ومرة زرقاء داكنة، ولا تسقط أوراقها ولا ثمارها؛ لأن الأشجار التى يقع فيها هذا تحوى كمية كبيرة من الحرارة والماء المتخلخل فى مجاريها السفلى. فكلما مضى العام احتفظ هذا الماء بحرارته بسبب برودة الجو؛ ولأن الحرارة تستحيل إلى برودة، تطرد الرطوبة معها، وتصبغها الرطوبة بلون الحرارة الطبيعى، ولهذا يبدو اللون فى مظهر الشجرة. ويستحيل البارد والحار إلى فعل، وتحتفظ الرطوبة بالحار ولهذا يظهر لون آخر.
[chapter 10]
Shafi 279