〈ويحدث اللون الأغبر إذا كانت التربة شديدة الحرارة: إذا فيها تقل الرطوبة وتضيق المجارى، فاذا أرادت الطبيعة إحداث الطبخ لم تجد رطوبة تكفى الغذاء فتضيق المجارى. لهذا تنعكس عملية الطبخ وتجعلها الحرارة تستمر، فيظهر على النبات لون بين الأبيض والأسود. فاذا حدث هذا، كان عنه خشب أسود أو شىء يشبه الأبيض والأبنوس، أعنى واحدا من مجموع الألوان ابتداء من لون الأبنوس حتى لون الدردار؛ ومثل هذا الخشب يغوص فى الماء لأن جزئياته متكاثفة ومجاريه ضيقة، لا يدخلها هواء. فاذا غاص الخشب الأبيض فالسبب فى هذا ضيق المجارى ووجود الرطوبة الزائدة التى تسد المجارى بحيث لا يدخل الهواء؛ ولهذا يغوص. وكل زهرة تتركب من مادة متخلخلة حينما يبدأ الطبخ؛ ولهذا فان الزهر يسبق الثمر عادة فى النبات وقد بينا من قبل لماذا يطلع النبات ورقه قبل ثمره. وفى النبات ذى الا ٔجزاء الرقيقة يكون لون الزهر شبيها بالأزرق اللامع؛ وإذا لم تكن الأجزاء متكاثفة، تميل إلى البياض؛ وفى حالة بين بين يكون اللون أزرق داكنا. وخلو بعض النبات من الأزهار يرجع عادة إلى تنوع أجزائه وتخلخله أو خشونته أو غلظه. ولهذا لم يكن فى النخيل وما أشبهه أزهار.
Shafi 278