{ بخير منها } الظاهر أن خيرا أفعل التفضيل والخيرية ظاهرة لأن المأتى به إن كان أخف من المنسوخ أو المنسوء فخيريته بالنسبة لسقوط أعباء التكليف وان كان أثقل فخيريته بالنسبة إلى زيادة الثواب.
{ أو مثلها } أي مساو لها في التكليف والثواب.
{ ألم تعلم } تقرير أي قد علمت أيها السامع. وجعله استفهاما محضا ومعادلة أم علمت أو أم تريدون قول من لم يذق فصاحة كلام العرب وبلاغته ووصفه تعالى بالقدرة فلا يعجزه شيء فلا ينكر النسخ لأنه تعالى يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد لا مراد لأمره.
{ ألم تعلم } تقرير ثان لما ذكر صفة القدرة ذكر صفة الاستيلاء والملك. ولما ذكر هاتين الصفتين اعلم أنه تعالى لا يعجزه عما يريد شيء ولا مغالب له فيما يريد اقترحوا على النبي صلى الله عليه وسلم أنواعا من الاقتراحات كجعل الصفا ذهبا وتوسيع أرض مكة وغير ذلك.
[2.108-109]
و { أم } منقطعة تقدير ببل، والهمزة وهو استفهام على معنى الانكار، وأبرز ذلك في صورة الانكار بصيغة المستقبل وإن كان قد وقع ذلك منهم استبعادا لوقوعه ولإرادته.
{ كما سئل موسى من قبل } من نحو قولهم: اجعل لنا إلها لما لهم آلهة ولن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة. وما مصدرية في كما. وقرىء: سئل بإخلاص الضم وبالاشمام وبالياء وبتسهيل الهمزة بين بين وضم السين وبكسرها وبالياء ومن قبل تأكيد لأن سؤال اليهود موسى متقدم.
{ ومن يتبدل الكفر بالإيمان } هذه كناية عن الإعراض عن الإيمان والاقبال على الكفر، إذ لم يكن لهم إيمان سابق تبدلوا به الكفر.
{ فقد ضل سوآء السبيل } أي وسطه واعتداله وأبرز ذلك في صورة الشرط وكأنه لم يقع تنفيرا لهم وتبعيدا عن ذلك.
{ ود كثير من أهل الكتاب } هم اليهود. والكتاب: التوراة.
Shafi da ba'a sani ba