{ ثم توليتم } عما طلب منكم من العبادة والاحسان بالفعل والقول والصلاة والزكاة.
{ إلا قليلا منكم } أي أشخاصا قليلين وهم من آمن حقيقة الإيمان من أسلافهم وإن كان خطايا لمن بحضرته عليه السلام كان من القليل عبد الله ابن سلام وأصحابه واحتمال القلة في الإيمان لا في الأشخاص كما قاله ابن عطية بعيد.
وقرىء إلا قليلا - بالنصب - وهو الأفصح. وقرىء - بالرفع - وجعله بدلا من ضمير توليتم لأن في التولي معنى النفي كأنه قال: لم يفوا بالميثاق إلا قليل: قاله ابن عطية. ولا تجيز النحاة البدل من الموجب.
{ وأنتم معرضون } حال مؤكدة إلا أن اختلف متعلق التولي والأعرض كما قال بعضهم توليتم عن عهد ميثاقكم وأنتم معرضون عن هذا النبي صلى الله عليه وسلم.
{ وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون } كقوله: { لا تعبدون } إعرابا وقرىء - بكسر الفاء وضمها - وتسفكون مشدد ومخففا، أي لا تتعاطون ما يؤدي إلى سفك دمائكم، أو لا يسفك بعضكم دم بعض.
{ ولا تخرجون } أي لا يخرج بعضكم بعضا من داره أي بالاساءة فيضطر إلى الإخراج.
{ ثم أقررتم } بالتزام الميثاق وقبوله.
{ وأنتم تشهدون } أن الله أخذه عليكم.
[2.85-86]
{ ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم } هذا استبعاد لما أخبر به عنهم من القتل والاجلاء والعدوان بعد أخذ الميثاق منهم وإقرارهم وشهادتهم، وأنتم: مبتدأ وخبره اسم الاشارة.
Shafi da ba'a sani ba