210

Tafsirin Nahr Madd

النهر الماد

Nau'ikan

وقال الزمخشري: فإن قلت: لم يتعلق قوله من المس؟ (قلت): بلا يقومون أي لا يقومون من المس الذي بهم إلا كما يقوم المصروع. " انتهى ". وكان قد قدم في شرح المس أنه الجنون وهذا الذي ذهب إليه في تعلق من المس بقوله: لا يقومون ضعيف لوجهين احدهما انه قد شرح المس بالجنون وكان قد شرح أن قيامهم لا يكون إلا في الآخرة وهناك ليس بهم جنون ولا مس ويبعد أن يكنى بالمس الذي هو الجنون عن أكل الربا في الدنيا فيكون المعنى لا يقومون يوم القيامة أو من قبورهم من أجل أكل الربا.

{ إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان } إذ لو أريد هذا المعنى لكان التصريح به أولى من الكناية عنه بلفظ المس إذ التصريح به أبلغ في الردع والزجر، والوجه الثاني أن ما بعد إلا لا يتعلق بما قبلها إلا إن كان في حيز الاستثناء وهذا ليس في حيز الاستثناء ولذلك منعوا أن يتعلق بالبينات والزبر. بقوله:

ومآ أرسلنا من قبلك إلا رجالا

[يوسف: 109، النحل: 43]. وانه ليس التقدير وما أرسلناك بالبينات والزبر إلا رجالا يوحى إليهم.

{ ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربوا } ذلك إشارة إلى القيام وهو مبتدأ خبره بأنهم أي كائن بسبب أنهم وشبهوا البيع المجمع على جوازه بالربا وهو محرم ولم يعكسوا تنزيلا لهذا الذي يفعلونه من الربا بمنزلة الأصل المماثل له في البيع وهو من عكس التشبيه وهو موجود في كلام العرب كثير في أشعار المولدين.

{ وأحل الله البيع وحرم الربوا } هذا من كلامه تعالى ردا عليهم إذ ساووا بينهما والحكم في الأشياء لله تعالى لا يخالف في أمره ولا يعارض والبيع والربا عامان إلا ما حرم تعالى من بعض البيوع وبعض الربا وذلك مذكور في كتب الفقه.

{ فمن جآءه موعظة } ذكر المفصل يكون تأنيث الموعظة مجازيا وقرىء جاءته بالتاء على الأصل والموعظة الوعيد على فعله.

{ من ربه } أي من الناظر في مصلحته.

{ فانتهى } أي رجع عن المعاملة بالربا.

{ فله ما سلف } أي قبل التحريم.

Shafi da ba'a sani ba