Tafsirin Muqatil
تفسير مقاتل بن سليمان
Editsa
عبد الله محمود شحاته
Mai Buga Littafi
دار إحياء التراث
Bugun
الأولى
Shekarar Bugawa
١٤٢٣ هـ
Inda aka buga
بيروت
يعنى المنافقين وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا باللسان غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ لتفرقوا عنك يعني المنافقين فَاعْفُ عَنْهُمْ يَقُولُ اتركهم وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ لما كان منهم يوم أحد وَشاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ وذلك أن العرب فِي الْجَاهِلِيَّة كان إذا أراد سيدهم أن يقطع أمرا دونهم وَلَم «١» يشاورهم شق ذَلِكَ عليهم. فأمر اللَّه- ﷿ النبي- ﷺ أن يشاورهم فِي الأمر إذا أراد فَإِن ذَلِكَ أعطف لقلوبهم عَلَيْه، وأذهب لضغائنهم فَإِذا عَزَمْتَ يَقُولُ فإذا فرق اللَّه «٢» لك الأمر بعد المشاورة فامض لأمرك فَتَوَكَّلْ «٣» عَلَى اللَّهِ يَقُولُ فثق بِاللَّه إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ- ١٥٩- عَلَيْه يعني الَّذِين يثقون به إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ يعنى يمنعكم فَلا غالِبَ لَكُمْ يعني لا يهزمكم أحد وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ يعني يمنعكم من بعد الله وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ- ١٦٠- وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ يعني أن يخون فِي الغنيمة يوم أحد وَلا يجور فِي قسمته فِي الغنيمة
نزلت فِي الَّذِين طلبوا الغنيمة يوم أحد، وتركوا المركز، وقالوا: إنا نخشى أن يَقُولُ النَّبِيّ- ﷺ من أَخَذَ شيئًا فهو له ونحن هاهنا وقوف فَلَمَّا رآهم النَّبِيّ- ﷺ قَالَ: ألم أعهد إليكم ألا تبرحوا من المركز حَتَّى يأتيكم أمري. قَالُوا: تركنا بَقِيَّة إخواننا وقوفا فَقَالَ النَّبِيّ- ﷺ: ظننتم أَنَا نغل فنزلت وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَ
ثُمّ خوف اللَّه- ﷿ من يغل فَقَالَ: وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِما غَلَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ بر وفاجر ما كَسَبَتْ من خير أَوْ شر وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ- ١٦١- فى أعمالهم. ثُمّ قال- سُبْحَانَهُ-: أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَ اللَّهِ
(١) فى أ، ل: لم.
(٢) لفظ الجلالة ليس فى ل ومثبت من أ.
(٣) فى أ: وتوكل.
1 / 310