(1) -
قد ناله رب الكلاب بكفه # بيض رهاب ريشهن مقزع
أي صاحب الكلاب (ومنها) المربب (ومنها) المصلح واشتقاقه من التربية يقال ربيته ورببته بمعنى وفلان يرب صنيعته إذا كان ينممها ولا يطلق هذا الاسم إلا على الله ويقيد في غيره فيقال رب الدار ورب الضيعة و(العالمون) جمع عالم والعالم جمع لا واحد له من لفظه كالنفر والجيش وغيرهما واشتقاقه من العلامة لأنه يدل على صانعه وقيل أنه من العلم لأنه اسم يقع على ما يعلم وهو في عرف اللغة عبارة عن جماعة من العقلاء لأنهم يقولون جاءني عالم من الناس ولا يقولون جاءني عالم من البقر وفي المتعارف بين الناس هو عبارة عن جميع المخلوقات وتدل عليه الآية «قال فرعون وما رب العالمين ` قال رب السماوات والأرض وما بينهما» وقيل أنه اسم لكل صنف من الأصناف وأهل كل قرن من كل صنف يسمى عالما ولذلك جمع فقيل عالمون لعالم كل زمان وهذا قول أكثر المفسرين كابن عباس وسعيد بن جبير وقتادة وغيرهم وقيل العالم نوع ما يعقل وهم الملائكة والجن والإنس وقيل الجن والإنس لقوله تعالى: «ليكون للعالمين نذيرا» وقيل هم الإنس لقوله تعالى: «أتأتون الذكران من العالمين» .
الإعراب
«الحمد» رفع بالابتداء والابتداء عامل معنوي غير ملفوظ به وهو خلو الاسم عن العوامل اللفظية ليسند إليه خبر وخبره في الأصل جملة هي فعل مسند إلى ضمير المبتدأ وتقديره الحمد حق أو استقر لله إلا أنه قد استغنى عن ذكرها لدلالة قوله «لله» عليها فانتقل الضمير منها إليه حيث سد مسدها وتسمى هذه جملة ظرفية هذا قول الأخفش وأبي علي الفارسي وأصل اللام للتحقيق والملك، وأما من نصب الدال فعلى المصدر تقديره أحمد الحمد لله أو اجعل الحمد لله إلا أن الرفع بالحمد أقوى وأمدح لأن معناه الحمد وجب لله أو استقر لله وهذا يقتضي العموم لجميع الخلق وإذا نصب الحمد فكان تقديره أحمد الحمد كان مدحا من المتكلم فقط فلذلك اختير الرفع ومن كسر الدال واللام أتبع حركة الدال حركة اللام ومن ضمهما أتبع حركة اللام حركة الدال وهذا أيسر من الأول لأنه اتبع حركة المبني حركة الإعراب والأول اتبع حركة المعرب حركة البناء واتبع الثاني الأول وهو الأصل في الاتباع والذي كسر أتبع الأول الثاني وهذا ليس بأصل وأكثر النحويين ينكرون ذلك لأن حركة الإعراب غير لازمة فلا يجوز لأجلها الاتباع ولأن الاتباع
Shafi 95