(1) - وفي الآخرة من الجنة والإكرام، وغفران الذنوب والآثام، وإلى هذا المعنى يؤول ما روي عن الصادق ع أنه قال الرحمن اسم خاص بصفة عامة والرحيم اسم عام بصفة خاصة وعن عكرمة قال الرحمن برحمة واحدة والرحيم بمائة رحمة وهذا المعنى قد اقتبسه من قول الرسول أن لله عز وجل مائة رحمة وأنه أنزل منها واحدة إلى الأرض فقسمها بين خلقهبها يتعاطفون ويتراحمون وأخر تسعا وتسعين لنفسه يرحم بها عباده يوم القيامة و روي أن الله قابض هذه إلى تلك فيكملها مائة يرحم بها عباده يوم القيامة.
القراءة
أجمع القراء على ضم الدال من الحمد وكسر اللام من لله وروي في الشواذ بكسر الدال واللام. وبفتح الدال وكسر اللام. وبضم الدال واللام. وأجمعوا على كسر الباء من «رب» . وروي عن زيد بن علي نصب الباء ويحمل على أنه بين جوازه لا إنه قراءة.
اللغة
الحمد والمدح والشكر متقاربة المعنى والفرق بين الحمد والشكر أن الحمد نقيض الذم كما أن المدح نقيض الهجاء. والشكر نقيض الكفران. والحمد قد يكون من غير نعمة والشكر يختص بالنعمة إلا أن الحمد يوضع موضع الشكر ويقال الحمد لله شكرا فينصب شكرا على المصدر ولو لم يكن الحمد في معنى الشكر لما نصبه فإذا كان الحمد يقع موقع الشكر فالشكر هو الاعتراف بالنعمة مع ضرب من التعظيم ويكون بالقلب وهو الأصل ويكون أيضا باللسان وإنما يجب باللسان لنفي تهمة الجحود والكفران وأما المدح فهو القول المنبئ عن عظم حال الممدوح مع القصد إليه ( وأما الرب) فله معان (منها) السيد المطاع كقول لبيد :
وأهلكن قدما رب كندة وابنه # ورب معد بين خبت وعرعر
أي سيد كندة (ومنها) المالك نحو قول النبي لرجل أرب غنم أم رب إبل فقال من كل ما آتاني الله فأكثر وأطيب.
(ومنها) الصاحب نحو قول أبي ذؤيب :
Shafi 94