Tafsir Majmac Bayan
مجمع البيان في تفسير القرآن - الجزء1
Nau'ikan
(1) -
ولما أن قرنت إلى جرير # أبى ذو بطنه إلا انفجارا
أي خروجا وسيلانا وأصل يشقق يتشقق أدغمت التاء في الشين وهو أن ينقطع من غير أن يبين والغفلة السهو عن الشيء وهو ذهاب المعنى عن النفس بعد حضوره ويقال تغافلت على عمد أي عملت عمل الساهي .
المعنى والإعراب
لما قدم سبحانه ذكر المعجزات القاهرة والأعلام الظاهرة بين ما فعلوا بعدها من العصيان والطغيان فقال عز اسمه «ثم قست قلوبكم» أي غلظت ويبست وعتت وقشت «من بعد ذلك» أي من بعد آيات الله كلها التي أظهرها على يد موسى ع وقيل أنه أراد بني أخي المقتول حين أنكروا قتله بعد أن سمعوه منه عند إحياء الله تعالى إياه أنه قتله فلان عن ابن عباس فيكون ذلك إشارة إلى الإحياء أي من بعد إحياء الميت لكم ببعض من أعضاء البقرة بعد أن تدارأتم فيه فأخبركم بقاتله والسبب الذي من أجله قتله وكان يجب ممن شاهد هذه الآية العجيبة والمعجزة الخارقة للعادة أن يخضع ويلين قلبه ويحتمل أن يكون ذلك إشارة أيضا إلى الآيات الآخر التي تقدمت كمسخ القردة والخنازير ورفع الجبل فوقهم وانبجاس الماء من الحجر وانفراق البحر وغير ذلك وإنما جاز أن يقول ذلك وأن كانوا جماعة ولم يقل ذلكم لأن الجماعة في معنى الجمع والفريق فلفظ الخطاب مفرد في معنى الجمع ولو قال ذلكم لجاز وقوله «فهي كالحجارة» شبه قلوبهم بالحجارة في الصلابة واليبس والغلظ والشدة و قد ورد الخبر عن النبي ص أنه قال لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله تقسي القلب وإن أبعد الناس من الله القاسي القلب @QUR@ «أو أشد قسوة»
الحجارة أو أشد قسوة أي أشد صلابة لامتناعهم عن الإقرار اللازم بقيام حجته والعمل بالواجب من طاعته بعد مشاهدة الآيات وقيل في تأويل أو هاهنا وجوه (أحدها) ما ذكره الزجاج أن معناها الإباحة كقولهم جالس الحسن أو ابن سيرين فإن جالست أحدهما أو جمعت بينهما فأنت مصيب فيكون معنى الآية على هذا أن قلوبهم قاسية فإن شبهت قسوتها بالحجر أصبت وإن شبهتها بما هو أشد أصبت وإن شبهتها بهما جميعا أصبت كما مر نحو هذا في قوله سبحانه «أو كصيب من السماء» (وثانيها) أن يكون أو دخلت للتفصيل والتمييز فيكون معنى الآية إن قلوبهم قاسية فبعضها كالحجارة وبعضها أشد قسوة من الحجارة وقد يحتمل قوله تعالى «أو كصيب من السماء»
Shafi 280