Tafsir Majmac Bayan
مجمع البيان في تفسير القرآن - الجزء1
Nau'ikan
(1) -
القراءة
قرأ ابن كثير وحده هاهنا عما يعملون بالياء والباقون بالتاء واختلفوا في قوله تعالى «وما الله بغافل عما تعملون» «وما ربك بغافل عما تعملون» قرأهما أبو جعفر وحده بالتاء في كل القرآن إلا في الأنعام وقرأ ابن عامر بالياء في كل القرآن وقرأ حمزة والكسائي الأول بالتاء والثاني بالياء في كل القرآن واختلف عن ابن كثير ونافع وعاصم وأبي عمرو .
الحجة
قال أبو علي القول في ذلك أن ما كان قبله خطاب جعل بالتاء ليكون الخطاب معطوفا على خطاب كقوله «ثم قست قلوبكم» ثم قال «عما تعملون» بالتاء ولو كان بالياء على لفظ الغيبة أي وما الله بغافل عما يعمل هؤلاء أيها المسلمون لكان حسنا وإن كان الذي قبله غيبة حسن أن يجعل على لفظ الغيبة ويجوز فيه الخطاب أيضا ووجه ذلك أن يجمع بين الغيبة والخطاب فيغلب الخطاب على الغيبة كتغليب المذكر على المؤنث ألا ترى أنهم قدموا الخطاب على الغيبة في باب الضمير وهو موضع ترد فيه الأشياء إلى أصولها نحو تك في نحو قوله (فلا تك ما أسأل ولا أغاما) فلما قدموا المخاطب على الغائب فقالوا أعطاكه ولم يقولوا أعطاهوك علم أنه أقدم في الرتبة فإذا كان الأمر على هذا فالخطاب في هذا النحو يعني به الغيب والمخاطبون فيغلب الخطاب على الغيبة ويجوز فيه وجه آخر وهو أن يراد به وقل لهم أيها النبي ما الله بغافل عما تعملون والله أعلم.
اللغة
القسوة ذهاب اللين والرحمة من القلب يقال قسا قلبه يقسو قسوا وقسوة وقساوة والقسوة الصلابة في كل شيء ونقيضه الرقة والشدة القوة في الجسم والشدة صعوبة الأمر والشد العقد والنهر المجرى الواسع من مجاري الماء والجدول والسري دون ذلك يقال نهر ونهر والفتح أفصح قال سبحانه في جنات ونهر وجمعه نهر وأنهار والتفجر التفعل من فجر الماء وذلك إذا أنزل خارجا من منبعه وكل سائل شخص خارجا من موضعه ومكانه فقد انفجر ماء كان أو دما أو غير ذلك قال عمر بن لجأ :
Shafi 279