174

Tafsir Majmac Bayan

مجمع البيان في تفسير القرآن - الجزء1

Nau'ikan

Tafsiri

(1) -

وما صرمتك حتى قلت معلنة # لا ناقة لي في هذا ولا جمل

وهذا كأنه جواب لمن قال أناقة لك في هذا أم جمل فأما النكرة المفردة ففيه الفتح لا غير نحو لا رجل في الدار وهو جواب هل من رجل في الدار، وإنما قال «من آمن» فوحد ثم قال «فلهم أجرهم» فجمع لأن من موحد اللفظ مجموع المعنى على ما تقدم بيانه.

المعنى

«إن الذين آمنوا» اختلف في هؤلاء المؤمنين من هم فقال قوم هم الذين آمنوا بعيسى ثم لم يتهودوا ولم ينتصروا ولم يصباوا وانتظروا خروج محمد ص وقيل هم طلاب الدين منهم حبيب النجار وقس بن ساعدة وزيد بن عمرو بن نفيل وورقة بن نوفل والبراء الشني وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي وبحير الراهب ووفد النجاشي آمنوا بالنبي ص قبل مبعثه فمنهم من أدركه وتابعه ومنهم من لم يدركه وقيل هم مؤمنوا الأمم الماضية وقيل هم المؤمنون من هذه الأمة وقال السدي هو سلمان الفارسي وأصحابه النصارى الذين كان قد تنصر على أيديهم قبل مبعث رسول الله وكانوا قد أخبروه بأنه سيبعث وأنهم يؤمنون به أن أدركوه واختلفوا في قوله «من آمن بالله واليوم الآخر» فقال قوم هو خبر عن الذين هادوا والنصارى والصابئين والضمير يرجع إليهم لأن الذين آمنوا قد كانوا مؤمنين فلا معنى أن يشرط فيهم استئناف الإيمان فكأنه قال أن الذين آمنوا ومن آمن من اليهود والنصارى والصابئين بالله واليوم الآخر فلهم أجرهم وقال آخرون من آمن منهم الضمير راجع إلى الكل ويكون رجوعه إلى الذين آمنوا بمعنى الثبات منهم إيمانهم والاستقامة وترك التبديل وإلى الذين هادوا والنصارى والصابئين بمعنى استئناف الإيمان بالنبي ص وما جاء به وقال بعضهم أراد من آمن بمحمد ص بعد الإيمان بالله وبالكتب المتقدمة لأنه لا يتم أحدهما إلا بالآخر ونظيره قوله «والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد » وروي عن ابن عباس أنه قال أنها منسوخة بقوله «ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه» وهذا بعيد لأن النسخ لا يجوز أن يدخل الخبر الذي هو متضمن للوعد وإنما يجوز دخوله في الأحكام الشرعية التي يجوز تغيرها وتبدلها بتغير المصلحة فالأولى أن يحمل على أنه لم يصح هذا القول عن ابن عباس وقال قوم أن حكمها ثابت والمراد بها أن الذين آمنوا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم من المنافقين واليهود والنصارى والصابئين إذا آمنوا بعد النفاق وأسلموا بعد العناد كان لهم أجرهم عند ربهم كمن آمن في أول استدعائه إلى الإيمان من غير نفاق ولا عناد لأن قوما من المسلمين قالوا

Shafi 260