173

Tafsir Majmac Bayan

مجمع البيان في تفسير القرآن - الجزء1

Nau'ikan

Tafsiri

(1) - هذا قول سيبويه قال الشاعر:

تراه إذا كان العشي محنفا # يضحى لديه وهو نصران شامس

وهو الممتلئ نصرا كما أن الغضبان هو الممتلئ غضبا وقيل في مؤنثه نصرانة كما قال:

(كما سجدت نصرانة لم تحنف) .

وقيل أن واحد النصارى نصرى مثل مهري ومهارى واختلفوا في اشتقاق هذا الاسم فقال ابن عباس هو من ناصرة قرية كان يسكنها عيسى (ع) فنسبوا إليها وقيل سموا بذلك لتناصرهم أي نصرة بعضهم بعضا وقيل إنما سموا بذلك لقوله «من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله» والصابئون جمع صابئ وهو من انتقل إلى دين آخر وكل خارج من دين كان عليه إلى آخر غيره سمي في اللغة صابئا قال أبو علي قال أبو زيد صبا الرجل في دينه يصبا صبوبا إذا كان صابئا وصبا ناب الصبي يصبا صبا إذا طلع وصبأت عليهم تصبأ صبا وصبوءا إذا طلعت عليهم وطرأت مثله فكان معنى الصابئ التارك دينه الذي شرع له إلى دين غيره كما أن الصابئ على القوم تارك لأرضه ومنتقل إلى سواها والدين الذي فارقوه هو تركهم التوحيد إلى عبادة النجوم أو تعظيمها قال قتادة وهم قوم معروفون ولهم مذهب يتفردون به ومن دينهم عبادة النجوم وهم يقرون بالصانع وبالمعاد وببعض الأنبياء وقال مجاهد والحسن الصابئون بين اليهود والمجوس لا دين لهم وقال السدي هم طائفة من أهل الكتاب يقرءون الزبور وقال الخليل هم قوم دينهم شبيه بدين النصارى إلا أن قبلتهم نحو مهب الجنوب حيال منتصف النهار يزعمون أنهم على دين نوح وقال ابن زيد هم أهل دين من الأديان كانوا بالجزيرة جزيرة الموصل يقولون لا إله إلا الله ولم يؤمنوا برسول الله فمن أجل ذلك كان المشركون يقولون للنبي (ع) ولأصحابه هؤلاء الصابئون يشبهونهم بهم وقال آخرون هم طائفة من أهل الكتاب والفقهاء بأجمعهم يجيزون أخذ الجزية منهم وعندنا لا يجوز ذلك لأنهم ليسوا بأهل كتاب .

الإعراب

خبر إن جملة قوله «من آمن بالله واليوم الآخر» الآية لأن معناه من آمن منهم بالله واليوم الآخر فترك ذكر منهم لدلالة الكلام عليه وقوله «فلهم أجرهم عند ربهم» إلى آخر الآية في موضع الجزاء وإنما رفع ولا خوف لتكرير لا كقول الشاعر:

Shafi 259