(1) - يملكهم كلهم وقد يستعمل هذا في الناس يقال فلان ملك الملوك وأمير الأمراء ويراد بذلك أن من دونه ملوكا وأمراء ولا يقال ملك الملك ولا أمير الإمارة لأن أميرا وملكا صفة غير جارية على فعل فلا معنى لإضافتها إلى المصدر فأما إضافة ملك إلى الزمان فكما يقال ملك عام كذا وملوك الدهر الأول وملك زمانه وسيد زمانه فهو في المدح أبلغ والآية إنما نزلت في الثناء والمدح لله ألا ترى إلى قوله رب العالمين والربوبية والملك متشابهان وقال أبو علي الفارسي يشهد لمن قرأ «مالك» من التنزيل قوله تعالى «والأمر يومئذ لله» لأن قولك الأمر له وهو مالك الأمر بمعنى ألا ترى أن لام الجر معناها الملك والاستحقاق وكذلك قوله تعالى: «يوم لا تملك نفس لنفس شيئا» يقوي ذلك ويشهد لقراءة من قرأ ملك قوله تعالى: «لمن الملك اليوم» لأن اسم الفاعل من الملك الملك فإذا قال الملك له ذات اليوم كان بمنزلة قوله هو ملك ذلك اليوم وهذا مع قوله فتعالى الله الملك الحق و الملك القدوس و ملك الناس .
اللغة
(الملك) القادر الواسع المقدرة الذي له السياسة والتدبير (والمالك) القادر على التصرف في ماله وله أن يتصرف فيه على وجه ليس لأحد منعه منه ويوصف العاجز بأنه مالك من جهة الحكم يقال ملك بين الملك بضم الميم ومالك بين الملك والملك بكسر الميم وفتحها وضم الميم لغة شاذة ويقال طالت مملكتهم الناس ومملكتهم بكسر اللام وفتحها ولي في هذا الوادي ملك وملك وملك ذكرها أبو علي الفارسي وقال الملك للشيء اختصاص من المالك به وخروجه من أن يكون مباحا لغيره ومعنى الإباحة في الشيء كالاتساع فيه وخلاف الحصر والقصر على الشيء ألا تراهم قالوا باح السر وباحت الدار وقال أبو بكر محمد بن السري السراج الملك والملك يرجعان إلى أصل واحد وهو الربط والشد كما قالوا ملكت العجين أي شددته قال الشاعر:
ملكت بها كفي فأنهرت فتقها # يرى قائم من دونها ما وراءها
يقول شددت بهذه الطعنة كفي ومنه الأملاك ومعناه رباط الرجل بالمرأة و(الدين) معناه في الآية الجزاء قال الشاعر
(واعلم بأنك ما تدين تدان)
وهو قول سعيد بن جبير وقتادة وقيل الدين الحساب وهو المروي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ع
Shafi 98