[النحل: 30].
قوله عز وجل: { كذلك يبين الله لكم الآيت لعلكم تتفكرون } أي مثل هذا البيان يبين الله لكم أوامره ونواهيه ودلائله في الدين { لعلكم تتفكرون في الدنيا } أنها دار فناء وبلاء لا يبقى إلا العمل الصالح، (و) في أمر (الآخرة) فإنها دار جزاء وبقاء لا ينفع فيها إلا سابق تقوى الله عز وجل.
وقال المفضل: { كذلك يبين الله لكم الآيت } في أمر النفقة { لعلكم تتفكرون في الدنيا والآخرة } فتحبسون من أموالكم ما يصلحكم في معايش الدنيا، وتنفقون الباقي فيما ينفعكم في العقبى. وقال بعضهم: معناه يبين لكم الآيات في أمر الدنيا والآخرة لعلكم تتفكرون في زوال الدنيا وفنائها، فتزهدوا فيها؛ وفي إقبال الآخرة وبقائها فترغبون فيها؛ وهذا القول قريب من الأول.
قال الزجاج: (إنما قال: { كذلك يبين الله } وهو يخاطب الجماعة؛ وكان ينبغي أن يقول: كذلكم؛ لأن الجماعة معناها القبيل، كأنه قال: كذلك أيها القبيل). ويجوز أن يكون الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن خطابه مشتمل على خطاب أمته كما قال تعالى:
يأيها النبي إذا طلقتم النسآء
[الطلاق: 1]. وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
" تفكر ساعة خير من عبادة سنة ".
[2.220]
قوله عز وجل: { في الدنيا والآخرة ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح }؛ قال ابن عباس: (لما نزل في أمر اليتامى
ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن
Shafi da ba'a sani ba