218

Tafsirin Kabir

التفسير الكبير

Nau'ikan

والعفو أيضا: ما تأخذه وتعطيه سهلا بلا تكلف من قولهم: خذ ما أعفاك؛ أي ما أتاك سهلا من غير إكراه.

ونظيره هذه الآية من الأخبار ما روي:

" أن رجلا قال: يا رسول الله، عندي دينار، قال: " أنفقه على نفسك " قال: عندي آخر، قال: " أنفقه على أهلك " ، قال: عندي آخر، قال: " أنفقه على ولدك " ، قال: عندي آخر، قال: " أنفقه على والديك " ، قال: عندي آخر، قال: " أنفقه على فرسك " ، قال: عندي آخر، قال: " أنفقه على قرابتك " ، قال: عندي آخر، قال: " أنت أبصر به " ".

وعن جابر قال:

" أتى رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ببيضة من ذهب أصابها في بعض المعادن، فقال: يا رسول الله، خذ هذه صدقة فوالله ما أصبحت أملك غيرها، فأعرض عنه. فأتى من ركنه الأيمن فقال له مثل ذلك، فأعرض عنه، ثم أتاه من ركنه الأيسر، فقال له مثل ذلك، فأعرض عنه، ثم قال مثل ذلك، فقال: مغضبا: " هاتها " فأخذها منه فحذفه بها لو أصابه لشجه أو عقره، ثم قال: " يجيء أحدكم بماله كله ليتصدق به ويجلس يتكفف الناس، أفضل الصدقة ما كان عن ظهر غنى، وليبدأ أحدكم بمن يعول " ".

قال الكلبي: (كان الرجل بعد نزول هذه الآية إن كان من أهل الزرع والنخيل؛ نظر إلى ما يكفيه وعياله سنة؛ ويتصدق بما فضل. وإن كان من أهل التجارة أمسك رأس ماله ومن الربح ما يتقوت به ويحتاج إليه؛ ويتصدق بما فضل. وإن كان ممن يعمل بيده؛ أمسك ما يكفيه وعياله يومه ذلك ويتصدق بسائره. وكانوا على ذلك إلى أن فرضت الزكاة مقدرة معلومة).

واختلفوا في قراءة قوله: { قل العفو } فقرأ الحسن وقتادة وأبو عمرو: (قل العفو) رفعا على معنى الذي ينفقونه هو العفو، أو على معنى قل هو العفو. ودليله قوله تعالى:

وإذا قيل لهم ماذآ أنزل ربكم قالوا أساطير الأولين

[النحل: 24]. وقرأ الباقون (العفو) بالنصب على معنى: قل أنفقوا العفو، ودليله قوله تعالى:

وقيل للذين اتقوا ماذا أنزل ربكم قالوا خيرا

Shafi da ba'a sani ba