Bayanin Farin Ciki a Matsayin Ibadah
تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة
Nau'ikan
{ وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم } من جنود فرعون ومن الغرق { وأغرقنا آل فرعون } اى فرعون وقومه فان نسبة أمر الى قوم بسبب الانتساب الى رئيسهم تدل على ان المنتسب اليه اولى بذلك الامر { وأنتم تنظرون } اليهم وهم يغرقون وقد ورد فى اخبارنا ان نجاتهم ونعمهم كانت بتوسلهم بمحمد (ص) وآله (ع) والمقصود من ذكر نجاتهم ونعمهم تذكيرهم بتوسلهم بمحمد (ص) وآله الطيبين حين عدم ظهورهم حتى يتذكروا بأن من كان نجاتهم من البلايا ونعمهم بتوسلهم به حين لم يكن موجودا فالتوسل به حين ظهوره اولى وفيه تعريض بالامة وبنجاتهم ونعمتهم بمحمد (ص) وآله (ع) وبان لا ينبغى التخلف عن قوله ومعاندة آله الذين كان السلف بتوسلهم بهم ينجون ويتنعمون، وقصة خروج موسى (ع) مع بنى اسرائيل من مصر، وخروج فرعون وجنوده على اثرهم، وعبور السبطى وغرق القبطى مذكورة فى المفصلات ولعلنا نذكر شطرا منها فيما يأتى.
[2.51]
{ وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة } كان موسى بن عمران يقول لبنى اسرائيل: اذا فرج الله عنكم أتيتكم بكتاب من ربكم مشتمل على ما تحتاجون اليه فى دينكم، فلما فرج الله عنهم امره الله عز وجل ان يأتى للميعاد ويصوم ثلاثين يوما فلما كان فى آخر الايام استاك قبل الفطر فأوحى الله عز وجل اليه
" يا موسى: اما علمت ان خلوف فم الصائم أطيب عندى من ريح المسك، صم عشرا آخر ولا تستك عند الافطار "
؛ ففعل ذلك موسى فكان وعد الله تعالى ان يعطيه الكتاب بعد اربعين ليلة فأعطاه اياه فجاء السامرى فشبه على مستضعفى بنى اسرائيل وقال وعدكم موسى ان يرجع اليكم بعد اربعين ليلة وهذه عشرون ليلة وعشرون يوما تمت اربعون أخطأ موسى ربه وقد اتاكم ربكم ان يريكم انه قادر على ان يدعوكم بنفسه الى نفسه وانه لم يبعث موسى لحاجة منه اليه فأظهر لهم العجل الذى كان عمله، فقالوا له: كيف يكون العجل آلهنا؟ - قال لهم: انما هذا العجل يكلمكم منه ربكم كما كلم موسى من الشجرة فالاله فى العجل كما كان فى الشجرة فضلوا وعبدوه. ونقل انه صنع صورة العجل ووضعه بحيث كان مؤخره الى حائط وحبس خلف الحائط بعض مردته فوضع فاه على دبره وتكلم بما تكلم فتوهموا ان العجل يكلمهم. ونقل ان السامرى كان قد أخذ من تراب اثر قدم فرس جبرئيل يوم غرق فرعون وكان التراب فى صرة عنده وكان يفتخر على بنى اسرائيل بذلك وكان موسى قد وعدهم ان يأتى بالكتاب بعد الثلاثين فلما انقضى الثلاثون ولم يرجع موسى اتى الشيطان بصورة شيخ وقال لهم: ان موسى قد هرب ولا يرجع اليكم فاجمعوا لى حليكم حتى اتخذ لكم آلها فصاغ لهم العجل وقال للسامرى: هات التراب الذى عندك فأتاه به فألقاه فى جوف العجل فتحرك وخار ونبت له الوبر والشعر { ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون } نقل ان اتخاذهم العجل كان بتهاونهم بالصلاة على محمد (ص) وآله (ع) وبترك التوسل بهم.
[2.52]
{ ثم عفونا عنكم } بتوسلكم بمحمد (ص) وآله من بعد ذلك { لعلكم تشكرون } نعمة العفو ونعمة التوسل بمحمد (ص) وآله (ع).
[2.53]
{ وإذ آتينا } واذكروا اذ آتينا { موسى الكتاب والفرقان } ما به يفرق بين الحق والباطل والمحق والمبطل والمراد بالكتاب النبوة والتوراة صورتها وبالفرقان الرسالة او المراد بالكتاب النبوة والرسالة وبالفرقان الولاية فانها الفارقة بين الخير والشر والخير والشرير والتوراة صورتهما ولذا فسر الكتاب بالتوراة او النبوة يعنى التى كانت فى موسى (ع) والفرقان بالاقرار بمحمد (ص) والطيبين من آله (ع) فانه كالولاية فارق، نقل انه لما أكرمهم الله بالكتاب والايمان به أوحى الله الى موسى هذا الكتاب قد أقروا به وقد بقى الفرقان فرق ما بين المؤمنين والكافرين فجدد عليهم العهد به فانى آليت على نفسى قسما حقا لا أتقبل من أحدهم ايمانا ولا عملا الا به، قال موسى (ع): ما هو يا رب؟ - قال الله: يا موسى تأخذ عليهم ان محمدا (ص) خير النبيين وسيد المرسلين، وان أخاه ووصيه عليا خير الوصيين، وأن اولياءه الذين يقيمهم سادة الخلق، وان شيعته المنقادين له ولخلفائه نجوم الفردوس الا على وملوك جنات عدن فأخذ عليهم موسى ذلك؛ فمنهم من اعتقده حقا ومنهم من أعطاه بلسانه دون قلبه، فالفرقان النور المبين الذى كان يلوح على جبين من آمن بمحمد (ص) وعلى (ع) وعترتهما وشيعتهما وفقده من جبين من أعطى ذلك بلسانه دون قلبه اقول: الاقرار بهذه المعانى والمراتب المذكورة ليس الا بقبول الولاية فانه بالولاية يتبين مراتب الوجود وأن بعضها افضل من بعض ومراتب الرسل والاوصياء وان بعضهم أكمل من بعض لا بغيرها { لعلكم تهتدون } الى مقامات الانبياء والرسل ومراتب الوجود ومراحل السلوك وعوالى العوالم.
[2.54]
Shafi da ba'a sani ba