لطائف التفسير
اللطيفة الأولى: قوله تعالى { في الكتاب } المراد بالكتاب الكتب التي أنزلها الله لهداية البشرية، ف (أل) تكون (للجنس) مثلها في قوله تعالى:
والعصر* إن الإنسان لفى خسر
[العصر :1-2] وقيل: المراد بالكتاب التوراة والإنجيل، فتكون (أل) للعهد الذهني.
اللطيفة الثانية: عبر باسم الإشارة البعيد { أولئك يلعنهم الله } تنبيها على قبح عملهم وغاية بعده في الإجرام، والإفساد، وأبرز الخبر في صورة جملتين توكيدا وتعظيما لخطورته، وأتى بالفعل المضارع المفيد للتجدد لتجدد مقتضيه، وأبرز اسم الجلالة { يلعنهم الله } على سبيل الإلتفات لتربية المهابة، وإدخال الروعة، إذ لو جرى على نسق الكلام المتقدم لقال (أولئك نلعنهم).
اللطيفة الثالثة: في قوله تعالى: { ويلعنهم اللاعنون } ضرب من البديع يسمى (الجناس المغاير) وهو أن يكون إحدى الكلمتين إسما، والأخرى فعلا كما في هذه الآية.
اللطيفة الرابعة: قوله تعالى: { وأنا التواب الرحيم } جاء اللفظان بصيغة المبالغة، لأن (فعال) و(فعيل) من صيغ المبالغة كما قال ابن مالك:
فعال أو مفعال أو فعول
في كثرة عن فاعل بديل
والمعنى: كثير التوبة، واسع المغفرة والرحمة.
Shafi da ba'a sani ba