98

Tafsir al-Uthaymin: Ghafir

تفسير العثيمين: غافر

Mai Buga Littafi

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٣٧ هـ

Inda aka buga

المملكة العربية السعودية

Nau'ikan

مسألةٌ: ذكَر بعض أهل العِلْم أنه من تمَام حُسْن أدَب الإنسان مع الله ﷿، ومع رسوله ﷺ، ومع صَحابته ومع العُلَماء إذا ذُكِر الله تعالى قال: ﷿. والنبيُّ يُصلِّي عليه، والعُلماء يَتَرحَّم عليهم، والصحابة يَترضَّى عليهم، هل هذا على إطلاقه؟ وهل مَن ترَكَه فإنه خَيْر عَظيم؟ الجَوابُ: أمَّا من جهة الصَّلاة على النَّبيِّ ﷺ فإنه لا شَكَّ أنه إذا ذُكِر فإن الإنسان مَأمور بالصلاة عليه، إمَّا وجوبًا، وإمَّا استِحْبابًا، فمِن العُلَماء مَن أَوجَب عليك إذا ذُكِر عندك اسمُ الرسول أن تُصلِّيَ عليه لحديث: "رَغِمَ أَنْفُ امْرِئٍ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ قُلْ: آمِينَ. فَقُلْتُ: آمِينَ" (^١). وأمَّا الله ﷿ فليس بشَرْط الثَّناء عليه عند ذِكْره، ولهذا دائمًا يَقول الرسول ﷺ قَوْلًا يُسنِده إلى الله ولا يَذكُر وَصْفًا بالعِزَّة، أو الجَلال، أو التَّعالِي، أو التَّبارُك، أحيانًا يَقول وأَحيانًا لا يَقول، فكونُك أحيانًا تَقول وأحيانًا لا تَقول فهذا أحسَنُ. وكذلك بالنِّسْبة للتَّرَضِّي عن الصحابة، أو التَّرحُّم على مَن بَعدهم، كل هذا لا يُتَّخَذ سُنَّة راتِبة، ولكن إن ذُكِر أحيانًا فهو حسَن، أمَّا اتِّخاذه سُنَّة راتِبة فهو يَحتاج إلى دَليل. الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةَ عَشْرَةَ: بَيان الصِّيغة التي تَقولها المَلائِكة في استِغْفارهم للمُؤمِنين، أنَّهم يَتوسَّلون أوَّلًا، ثُم يَطلُبون ثانيًا ﴿رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ

(^١) أخرجه البزار في مسنده (١٠/ ١٩٢ رقم ٤٢٧٧)، من حديث جابر بن سمرة ﵁. وأخرجه البخاري في الأدب المفرد رقم (٦٤٦)، وابن خزيمة في صحيحه رقم (١٨٨٨)، من حديث أبي هريرة ﵁، وليس فيه قوله: "قل: آمين). وأخرجه أبو يعلى في مسنده رقم (٥٩٢٢)، وابن حبان في صحيحه رقم (٩٠٧)، من حديث أبي هريرة ﵁، بلفظ: "ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك فمات فدخل النار فأبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين".

1 / 102