219

Tafsir Al-Uthaymeen: Stories

تفسير العثيمين: القصص

Mai Buga Littafi

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٣٦ هـ

Inda aka buga

المملكة العربية السعودية

Nau'ikan

واعلم أَنَّ هنَاكَ فَرقًا بين إضافَة الفِعْل إلى اليد، وإضَافَةِ الفِعل إلى النَّفس بواسطة اليَدِ، فمثلًا: قَولُه تعالى: ﴿مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا﴾ [يس: ٧١]، أي: مما عَمِلْنَاه، أي: مما خَلَقْنَاه، وَلَيسَ المرَادُ أَنَّ اللَّهَ خَلَق الأنعامَ بِيَدِهِ، وَأَمَّا قَوله: ﴿لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ﴾ [ص: ٧٥]، فهنا أَضَافَ الفِعل إلَى نَفسه، ثم جَعَل اليدَ واسطةً، فيدُلُّ عَلَى أَنَّ آدم خُلِق بِيَد اللَّه.
كذلك -مثلًا- لو قلتَ: بما عَمِلْتَ بِيَدِك، أو بما قَدَّمَت يداك. فهنا نقول: الإِنْسَان عَمِل الشَّيْء نَفْسَه، لكن بِيَدِه.
أمَّا إذا قلتَ: بما عَمِلَتْ يَدَاك، أَو بما قَدَّمَت يداك، فالمراد بما عَمِلْتَ، سواء عَمِلْتَه بواسطة اليَد، أو بالعَين، أو بالرِّجل، أو باللسان، المهم أنه يضاف إليك.
فقولُه: ﴿بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ﴾ ليس كقولِه: بما قَدَّمُوا بأيديهم؛ لأنَّ الأول المراد، سَوَاء كَانَ باليد، أو بالرِّجل، أو بالعَيْنِ، أو بالأُذُن، أو باللسان، وقوله: ﴿بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ﴾ مِنَ الكُفر وغيره.
صحيح أنَّ المصائِبَ ما تكونُ إلا بالمعاصِي، قَالَ تعالى: ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾ [الشورى: ٣٠]، وهنا قال: ﴿وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ﴾ بسبب كُفرهم، ﴿فَيَقُولُوا﴾ الفاءُ حرفُ عطف، و(يَقولوا) معطوف على ﴿تُصِيبَهُمْ﴾ أي: فأنْ يقولوا متى: بعد المصيبة، ﴿فَيَقُولُوا﴾ مُحْتَجِّينَ عَلَى اللَّه: ﴿رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ﴾ يعني: هلَّا أرسلتَ إلينا رسولَّا قَبْلَ أَنْ تُصِيبَنا بالعقوبة ﴿فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾، وهي حُجَّة لهم، لو أُصِيبوا بغير أَنْ يُرسَلَ إلَيْهِم رسولٌ لكان ذلك حُجَّة؛ لأَنَّ اللَّهَ تعالى يَقول: ﴿رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ﴾ [النساء: ١٦٥]، ويقول: ﴿وَمَا كُنَّا

1 / 223