26

Tafsir Al-Uthaymeen: As-Sajdah

تفسير العثيمين: السجدة

Mai Buga Littafi

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٣٦ هـ

Inda aka buga

المملكة العربية السعودية

Nau'ikan

وَقُلْنَا: إن هذا الوَجْه أَسْهَلُ؛ لأن الأوَّل يحتاجُ إلى تقديرٍ، وقد يكون المقدَّرُ صَعْبًا؛ إذ قد يُشْكِلُ على الإنسان ملاءَمَتُه للسِّياق، فإذا قلتَ: الهَمْزَة للإستفهامِ وَهِيَ مقدَّمة على حرف العطف، والفاءُ حرف عطف، والمعطوف عليه ما سبق، والتَّقدير بدُون تَقْديم وتَأْخير: فَأَلَا تَتَذَكَّرون. قال المُفَسِّر ﵀: [هذا، فتؤمنون] [هذا] أفادنا المُفَسِّر ﵀ بقوله [هذا] أنَّ المرادَ بالتذكُّر البَصَرُ به والعِلْمُ به؛ ويُحْتَمَلُ أن يكون المرادُ بالتَّذَكُّرِ الإتِّعاظَ، وعلى هذا فيكون لازمًا لا مُتَعَدِّيًا؛ يعني: أفلا تَتَّعِظونَ بعد أن عَرَفْتُم مخلوقاتِه العظيمةَ واستواءَه على عَرْشِه، وأنه ليس لكم من دونه من وليٍّ ولا شَفيعٍ؛ أفلا تَتَّعِظون فتُؤْمِنون؟ ! من فوائد الآية الكريمة: الْفَائِدَةُ الأُولَى: أنَّ الذي خلق السَّمواتِ هو الله لا شريك له؛ تُؤْخَذُ من قوله تعالى: ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ﴾ من كون المبتدأِ والخَبَر مَعْرِفَتينِ، وإذا كان المبتدأُ والخبرُ مَعْرِفَتَين فإنَّهما يُفيدانِ الحَصْرَ: الله الذي خلق لا غَيْرُه. الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ: إثباتُ ما تضَمَّنَتْه هذه الجُمْلَةُ من العِلْمِ والقُدْرَة؛ لقوله تعالى: ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ﴾ أي لا خَلْقَ بدون عِلْمٍ، ولا خَلْقَ بدون قُدْرَة. الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ: بيانُ عَظَمَةِ قُدْرَةِ الله؛ لأنَّ خَلْقَ هذه السَّمواتِ والأَرْضِ العظيمة يدُلُّ على عظمة الخالِقِ؛ فكما أنَّنا لو رأينا قَصْرًا مَشِيدًا وبِناءً مُحْكَمًا استَدْلَلْنا به على عَظَمَة الباني. الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: أنَّ بين السَّمَواتِ والأَرْضِ من الآياتِ شيئًا كبيرًا، حيثُ جَعَلَه

1 / 31