Tafsir Sadr al-Muta'allihin
تفسير صدر المتألهين
Nau'ikan
وأما الجاهل اللئيم، المغرور الممكور، المشعوف بما عنده من القشور، الطالب في مناجاته للذات عالم الزور، المتوجه الى تحصيل المنزلة والجاه عند أصحاب القبور، ومن آثر الهوى واتبع الشيطان، وانحرف عن الحق والهدى، حرم الله عليه لذة مناجاته، كما ورد في أخبار داود على نبينا وعليه السلام: يا داود إن أدنى ما أصنع بالعالم إذا آثر شهوته على محبتي، أن احرم عليه لذيذ مناجاتي.
ومثل هذا الخبر ما ذكره مالك بن دينار من قوله: قرأت في بعض الكتب ان الله عز وجل يقول: إن أهون ما أصنع بالعالم اذا أحب الدنيا أن اخرج مناجاتي من قلبه.
ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور
[النور:40].
قوله جل اسمه:
ومما رزقناهم ينفقون (3)
الرزق في كلام العرب، الحظ مطلقا قال تعالى:
وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون
[الواقعة:82]. أي حظكم ونصيبكم.
والعرف خصصه بما ينتفع به الحيوان، يؤكل أو يستعمل، وقيل: هو ما يملك، وهو باطل. لأن الإنسان قد يقول: اللهم ارزقني ولدا صالحا، وزوجة صالحة. وهما مما ليسا بمملوكين له. وكذا يقول: اللهم ارزقني عقلا أعيش به. والعقل ليس بمملوك. وأيضا البهيمة لها رزق ولا يكون لها ملك.
Shafi da ba'a sani ba