111

Tafsir Sadr al-Muta'allihin

تفسير صدر المتألهين

Nau'ikan

الوجه الاول

إن آيات الفاتحة سبع، وأعمال الصلاة المحسوسة الواجبة بالإتفاق سبعة، إذ النية فعل القلب وليس بمحسوس، ومراتب خلقة الإنسان وأطوارها سبع، كما قال تعالى:

ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين

[المؤمنون:12 - 14].

وكذلك مراتب جوهر باطنه وأطواره سبع وهي الطبع والنفس والقلب والروح والسرو والخفي والأخفى، فنور آيات الفاتحة يسري من ألفاظها المسموعة الى الأعمال السبعة المحسوسة، ومنها الى هذه المراتب الخلقية، ومن معانيها الى النيات المتعلقة بتلك الأعمال، ومنها الى هذه المراتب الباطنية الأمرية، فيحصل للقلب أنوار روحانية ثم ينعكس منه الى ظاهر المؤمن: من كثر صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار.

الوجه الثاني

كان لرسول الله (صلى الله عليه وآله) معراجان من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى، ثم من المسجد الأقصى الى ملكوت السماء، هذا في عالم الحس، وأما في عالم الروح، فمن الشهادة الى الغيب، ثم من الغيب الى غيب الغيب، هذا بمنزلة قوسين متلاصقين. فتخطاهما محمد (صلى الله عليه وآله)، فكان قاب قوسين، وقوله: او ادنى، إشارة الى فنائه في نفسه.

والمراد بعالم الشهادة، كل ما يتعلق بالجسم والجسمانيات.

وبعالم الأرواح، ما فوق ذلك من الأرواح السفلية، ثم المتعلقة بسماء سماء إلى الملائكة الحافين من حول العرش، ثم الى حملة العرش من عند الله الذين طعامهم وشرابهم محبته تعالى، وانسهم بالثناء عليه، ولذتهم في خدمته، لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون، يسبحون الليل والنهار لا يفترون.

وهكذا يتصاعد إلى نور الأنوار وروح الأرواح، ولا يعلم تفاصيلها إلا الله أو من ارتضاه.

Shafi da ba'a sani ba