قال الواقدي: وكانوا عشرين من أولاد الحسن (ع) فحبسهم بها وقيل حبسهم بالهاشمية مقابل الكوفة في سرداب تحت الارض لا يعرفون ليلا ولا نهارا وهذا السرداب عند قنطرة الكوفة موضعه معروف يزار ولم يكن عندهم بئر للماء فكانوا يبولون ويتغوطون في مواضعهم فاشتدت عليهم الرائحة فكان الورم يبدو في اقدامهم وكانوا اذا مات عندهم ميت لم يدفن بل يبلى وهم ينظرون اليه، وقيل بل ردم عليهم الحبس فماتوا.
وقال الطبري: انهم ماتوا عطشا لأنهم ما كانوا يسقون ماء.
واختلف علماء السير في موت عبد الله بن حسن هل كان موته قبل خروج ولديه محمد وابراهيم على المنصور أم بعد ذلك؟ قال قوم بعد موته وقال آخرون قبل موته وهو الاصح لما نذكر.
ذكر خروج محمد وابراهيم على أبي جعفر المنصور
قال علماء السير: لما أخذ أبو جعفر عبد الله بن حسن وأهله الى العراق اشفق محمد وابراهيم من ذلك فخرجا الى اليمن ثم الى الهند والسند ثم قدما الكوفة مستخفيين وكان أبو جعفر قد وضع عليهما العيون وكانت له مرآة ينظر فيها فيرى ما في الدنيا فنظر يوما فيها فقال هذا محمد وابراهيم معا في العسكر وبايع محمدا وابراهيم خلق من عسكر أبي جعفر ثم انهما خافا فمضى محمد الى الحجاز وابراهيم الى البصرة.
ذكر مقتل محمد بن عبد الله بن حسن
قال علماء السير: كان قد بويع له في عامة الامصار لما رأى الناس من جبروت أبي جعفر وعسفه فخرج محمد بالمدينة في مأتين وخمسين فارسا في رجب وكبروا وأتى السجن فكسر بابه واخرج من فيه وحبس رياح بن عثمان في دار هشام ثم صعد محمد المنبر فخطب وقال: أيها الناس انه قد كان من أمر الطاغية عدو الله أبي جعفر ما لم يخف عليكم وقد بنى القبة الخضراء معاندة لله وتصغيرا للكعبة الحرام وانما اخذ الله فرعون حين قال: (أنا ربكم الأعلى) وان أحق الناس بالقيام في هذا الامر أبناء المهاجرين والانصار اللهم انهم قد احلوا حرامك وحرموا حلالك وآمنوا من اخفت وأخافوا من آمنت اللهم فاحصهم عددا واقتلهم بددا ولا تغادر منهم احدا ثم نزل.
Shafi 199