195

Tunatar da Ma'abota

تذكرة الخواص‏

Nau'ikan

واغلالا وضيق عليهم حلق الحديد فاثرت في ارجلهم حتى أتى بهم الربذة لأن أبا جعفر لم يدخل في تلك الحجة الى المدينة بل أقام بالربذة حتى وصلوا في المحافل عراة ليس تحتهم وطأ ولا وسائد وأبو جعفر ينظر اليهم من وراء ستر.

قال الطبري: حمل معهم نحوا من أربعمائة من (جهينة ومزينة) وغيرهم من القبائل.

قال عبد الرحمن بن أبي الموالي فانا رأيتهم بالربذة ملقين في الشمس فدعى أبو جعفر بمحمد الديباج وكانت ابنته تحت ابراهيم بن عبد الله بن حسن فقال له اخبرني اين الكذابان الفاسقان يعني ابراهيم، ومحمد، ابني عبد الله بن حسن بن حسن فقال والله ما أدري فضربه أربعمائة سوط ثم القى عليه قميصا غليظا ثم نزعه فخرج جلده معه وكان من أحسن الناس ولهذا سمي الديباج وأصاب عينه سوط فذهبت عينه وحمل مكبلا الى أخيه عبد الله بن حسن وهو عطشان فلم يتجاسر احد يسقيه ماء فصاح عبد الله يا معشر المسلمين أيموت أولاد رسول الله (ص) عطاشا ثم ركب أبو جعفر في محمل ومعادله الربيع في الشق الآخر وحمل بنو حسن على اقتاب الجمال مكشوفة رءوسهم والشمس تقرعها وليس تحتهم غطاء عرايا عطاشا جياعا فمر بهم يوما أبو جعفر وهو في محمله وقد غطاه بالحرير والديباج فناداه عبد الله بن حسن يا أبا جعفر هكذا فعلنا بكم يوم بدر فلم يكلمه، يشير الى فعل النبي (ص) بالعباس لما أسر يوم بدر وبات يئن في قيوده أو في قيده فقال لقد منعني انين العباس الليلة ان انام ثم حل عنه.

وذكر الصولي في (الأوراق) أن ابن أبي الزناد السعدي لما اخرجوا من المدينة على الجمال وكل واحد يعادله جندي قال:

من لنفس كثيرة الاشفاق

ولعين كثيرة الاطراق

جمدت للذي دهاها زمانا

ثم جادت بدمها المهراق

لفراق الذين راحوا الى المو

ت عيانا والموت مر المذاق

ثم ظلوا يسلمون علينا

باكف مشدودة في وثاق

قال هشام بن محمد: واسم ابنه الديباج التي زوجها ابراهيم رقية فلم يزالوا سائرين حتى قدم بهم أبو جعفر الكوفة على أسوإ حال.

Shafi 198