فدخلا على علي (ع) واخبراه بالقصة فدخل على عثمان فقال له دفعت الشهود وابطلت الحدود؟ قال له فما ترى فقال تبعث الى الفاسق فتحضره فان قامت عليه البينة حددته فارسل الى الوليد فاحضره فشهدوا عليه ولم يكن له حجة فرمى عثمان السوط الى علي وقال له حده فقال علي لولده الحسن قم فحده فامتنع الحسن وقال يتولى حارها من تولى قارها والقر البرد؛ ومعناه يتولاه والي الأمر، فقال لعبد الله بن جعفر قم فاجلده فامتنع فلما رآهم لا يفعلون توقيا لعثمان اخذ السوط ودنا من الوليد فسبه الوليد فقال له عقيل بن أبي طالب يا فاسق ما تعلم من أنت الست علجا من أهل صفورية قرية بين عكا واللجون من اعمال الاردن كان أبوك يهوديا منها فجعل الوليد يحيد عن علي فاخذه فضرب به الأرض فقال له عثمان ليس لك ذلك فقال بلى وشر من ذلك اذ فسق ثم يمتنع ان يؤخذ منه حق الله تعالى ثم جلده أربعين.
وقد أخرج احمد في المسند معنى هذا فقال: حدثنا يزيد بن هارون حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن عبد الله بن الداناج عن حصين بن المنذر بن الحرث بن وعلة قال لما قال علي (ع) للحسن قم فاجلده قال وفيم أنت وذاك؟ فقال علي: بل عجزت ووهنت قم يا عبد الله بن جعفر فاجلده فقام فجلده وعلي (ع) يعد حتى بلغ أربعين قال امسك ثم قال جلد رسول الله (ص) في الخمر أربعين وضرب أبو بكر (رض) أربعين وضربها عمر (رض) صدرا من خلافته ثم اتمها ثمانين وكل سنة.
فان قيل فقد روى احمد في المسند أيضا عن علي (ع) انه قال: ما من رجل اقمت عليه حدا فمات فاجد في نفسي منه إلا صاحب الخمر فانه لو مات لوديته لأن رسول الله (ص) يسنه واخرجاه في الصحيحين فكيف تقول وكل سنة؟ قلنا لا خلاف ان النبي (ص) ضرب في الخمر فالضرب في الجملة سنة والعدد ثبت باجماع الصحابة.
وقيل هذه القصة انما جرت للحسن مع معاوية والوليد ومن سميناهم بالشام لان الحسن كان يفد على معاوية كل حين ومعه الحسين.
قلت: وقد دعى رسول الله (ص) على الوليد بن عقبة لما رد امانه.
فقال احمد في المسند: حدثنا عبيد الله بن عمر حدثنا عبد الله بن داود حدثنا نعيم ابن حكيم عن ابن أبي مريم عن علي (ع) قال جاءت امرأة الوليد بن عقبة تشكوه الى رسول الله (ص) وقالت يا رسول الله ان الوليد يضربني فقال اذهبي اليه وقولي له قد
Shafi 187