Tacbiriyya
التعبيرية في الشعر والقصة والمسرح
Nau'ikan
الأب :
أجبني الآن: ماذا تريد مني؟
الابن :
إنني إنسان يا أبي. مخلوق. لست من حديد، ولا أنا حصاة ملساء إلى الأبد. ليتني أستطيع أن أصل إليك من هذه الأرض! ليتني أقترب منك! لم هذه العداوة المؤلمة؟ لم هذه النظرة الجريحة بالحقد والكراهية؟ أليس هناك عش في السماء؟ أليست هناك وسيلة للصعود إليك؟ أريد أن أشد وثاقي إليك. ساعدني!
ويركع الابن الضائع أمام أبيه ويتشبث بيده. ولكن الأب ينتزع يده ويأمر بالنهوض قائلا: لا أستطيع أن أمد يدي لإنسان لا أحترمه! فينهض الابن على قدميه في بطء ويقول: أنت تحتقرني. وهذا حقك؛ فما زلت أعيش من مالك. لقد كسرت حدود البنوة لأول مرة بعاصفة قلبي. هل أخطأت في هذا؟ أي قانون يجبرني على الخضوع لنير العبودية؟! ألست أنت أيضا مجرد إنسان؟! وأنا، ألست إنسانا مثلك؟! لقد ركعت أمام قدميك وحاولت أن أنال بركتك، ولكنك تخليت عني وتركتني في قمة ألمي. هذا هو حبك لي. هنا تنتهي مشاعري.
ويستمر الابن في ضراعته للأب كي يطلقه ويرد إليه حريته، ويوجد جسر المودة الذي يصله به، ويقضي على الصراع الذي أقامته الطبيعة بين الآباء والأبناء فيعترف برجولته وإنسانيته. ولكن الأب يصر على عناده وإيمانه بأنه يؤدي واجبه نحوه ويمارس حقه الطبيعي في تربيته.
الابن :
لن تثبط عزيمتي. سأظل دائما أتوسل إليك حتى تسمعني.
الأب :
ألم تفهمني؟ ماذا تريد بعد ذلك مني؟
Shafi da ba'a sani ba