ومدى ضبطهم للأحداث والأخبار، مع العلم أن ابن سعد قد أسهم في بيان شيء من ذلك في تراجم غير الصحابة.
الرابع: موارده في الطبقة الخامسة.
الخامس: أهمية هذا القسم من كتاب الطبقات، إذ أن معرفة صغار الصحابة الذين لم يكن لهم إلا رؤية للنبي ﷺ، أمرٌ مُهِمّ في علوم الحديث، وكذا الحال بالنسبة للروايات والآثار والتي بلغت خمسة عشر وسبعمائة في هذا المصدر القديم. وقد اشتملت هذه الطبقة على تراجم مجموعة من الشخصيات المؤثرة في الحياة العلمية والفكرية والسياسية والاجتماعية، مثل ابن عباس، والحسن، والحسين، وابن الزبير، فقد شاركوا في كثير من الأحداث المهمة، والتي وقع في عرضها عند كثير من الأخباريين والمؤرخين قديما وحديثًا خلط وتشويه يحتاج إلى تحقيق وتحرير، وإيراد المصنف للأخبار بالأسانيد يساعد على ذلك ويبين المصادر الأولية للنصوص، والتي تم نقلها فيما بعد من مصدر إلى آخر مفصولة عن الأسانيد وعن القائلين بها أول مرة، حتى إذا تواردت عليها المصادر المتأخرة، وكثر ناقلوها ظُنّ أنها حقائق مُسَلّمة، بينما هي من صياغة راو واحدٍ ربما حمله اتجاهه الفكري على اختراع ذلك، أو التزيد فيه، أو وضعه في غير سياقه، حتى يعطي صورة مغايرة للواقع، و، وتخدم الاتجاه الفكري لمن صاغ الخبر أول مرّة.
كما أنها اشتلمت على نصوص في غاية الأهمية من أقوال الصحابة ﵃، واهتماماتهم في الحياة، ومواقفهم من الأحداث والفتن، وسلوكياتهم في المجتمع، ودورهم في التعليم والتوجيه، وسلوكياتهم الخاصة في العبادة، والطاعة وتزكية النفس، والقرب من الله، إلى غير ذلك مما ينبغي الإفادة منه واقتباس الدروس والعبر، والاقتداء والاهتداء بهديهم وطريقتهم.
والفصل الثالث: خصص لدراسة المخطوطة والمنهج المتبع في تحقيقها.
1 / 14