============================================================
وكان غالب أحواله إذا خاطبه أحد لا يجيبه إلا باية من القران يفهم منها المخاطب حاجته، وهو أحد شيوخ الشيخ الكبير اسماعيل بن ابراهيم الجبرتي، الذين انتفع بهم، وكان يعتقده ويعظمه، وإذا نابه أمر لا يقضي فيه شيئا دون عرضه عليه ومشاورته فيه.
ومن كرامات الفقيه علي المذكور أنه كان يدخل عليه لص في الليل وهو في المسجد ويأخذ ما وجد عنده مرة بعد آخرى، فاتفق ان دخل عليه وهو جالس، فأخذ الثوب الذي عليه فجعل الفقيه يجاذبه وهو يقول: لا تفعل أتتركني عريانا؟
فلم يقبل منه بل أخذ الثوب ووثب من جدار المسجد كعادته، فما وقع إلا في أيدي العسس فلزموه وذهبوا به إلى بيت الوالي وهو يوميذ الطواشي أهيف، فأمسى تحت الحفظ، فلما كان الصبح أمر الوالي بشنقه ورد للفقيه ثوبه.
ومن كراماته أنه لما حصلت الحريقة الكبيرة في مدينة زبيد وحرق المسجد الذي هو فيه، وكان تحته دكاكين مملوءة حطبا وهو في المسجد الذي قبالة المدرسة السابقية، فأخذت النار المسجد من كل جانب، ولم ينل الفقيه منها شيئا حتى وصل الشيخ اسماعيل في جماعة من فقرائه وحمله على ظهر بعض الفقراء، فما خرج به من المسجد إلا سقط أعلاه على أسفله فعلموا انه ما كان متمسكأ إلا ببركة الفقيه نفع الله به.
ومما يدل على صلاحه واهتمامه بأمر المسلمين أنه لما حصل خلاف العرب وخرب الوادي زبيد وكادت المدينة تخرب لانتقال أهلها عنها بسبب ذلك، كان يدور كل يوم دورة على المدينة من خارج السور، وربما دار عليها أيضا من داخل السور بنية الحفظ لها، وكراماته وأخباره كثيرة نفع الله به، وكانت وفاته سنة احدى وتسعين وسبعمائة، وقبره بمقبرة باب سهام مشهور يزار ويتبرلك به، وكان الشيخ اسماعيل يقول: من قرأ على قبر الفقيه علي بن موسى سورة يس أربع مرات قضيت حاجته، وكان من توفي من أولاد الشيخ اسماعيل الجبرت وأصحابه دفنه الى جنب الفقيه المذكور تبركا به، حتى توفي هو ودفن قريبا منه
Shafi 228