222

============================================================

قولكم، فقال له الشيخ: قم الآن فأراد أن يقوم فلم يستطع أن يتحرك أبدا، فتاب إلى الله تعالى واعتذر من الشيخ وطلب منه الدعاء بالإطلاق فدعا له، فقام سالما ورجع إلى مذهب أهل السنة، وهذه الكرامة المذكورة للشيخ علي مشهورة مستفاضة. وكراماته كثيرة مشهورة، وكان مسكنه بجبل برع الأني ذكره في ترجمة الشيخ محمد التهاري إن شاء الله تعالى، وله هنالك ذرية مباركون، ولم أتحقق تاريخ وفاته بل زمانه معروف بزمان الفقيه احمد بن موسى نفع الله بهم امين.

أبو الحن علي بن المرتضى الحضرمي كان شيخا كبيرا عارفا كاملا صاحب تربية وعلوم وأحوال وكرامات ظاهرة.

يروى انه خرج يوما من مدينة زبيد الى ناحية البحر ومعه فقير من فقرائه، فمروا في طريقهم بشيء من زرع الذرة، فقال الشيخ للفقير: خذ معك شيئا من هذا القصب، ففعل الفقير وبقي متعجبا في تفسه من ذلك حتى بلغا محلة لعبيد يقال لهم السناكم، بفتح السين المهملة وقبل الألف نون وبعده كاف مكسورة، يأكلون الميتات ويشربون المسكرات ولا يعرفون الصلوات ولا شيئا من الشرائع، فوجدهم الشيخ يشربون ويلعبون وفيهم شيخ طويل يضرب لهم في طبل، فقال الشيخ للفقير: أدع لي هذا الذي يضرب بالطبل، فدعاه فلما وصل الى الشيخ قال للفقير: اضربه بالقصب الذي معك، فضربه حتى استوفى منه حد السكر، ثم قال له الشيخ: امش معنا فمشوا حتى بلغوا البحر، فأمره الشيخ ان يغتسل ويفسل تيابه، ففعل، ثم علمه كيفية الوضوء والصلاة، ثم صلى بهم الشيخ صلاة الظهر، فلما فرغوا قام الشيخ وفرش سجادته على البحر وقال له: تقدم، فقام ووضع قدميه على السجادة ومشى على الماء حتى غاب عن العين، فالتفت الفقيه الى الشيخ وقال: وامصيبتاه لي معك كذا وكذا سنة ما حصل لي شيء من الأمر، وهذا حصل له هذا المقام في ساعة واحدة، فقال له الشيخ: يا ولدي ايش كنت أنا هذا فعل الله تعالى، قيل لي فلان من الابدال توفي في أرض الحبشة فأقم فلانا مقامه فامتثلت أمره، وكان الشيخ علي المذكور من أعلام المشايخ 122

Shafi 222