219

============================================================

ذلك وخرجوا تحوهم فهزموهم هزية شديدة وقتلوا منهم طائفة، وكان أول قتيل الذي قطع الشجرة.

وكرامات الفقيه المذكور من هذا القبيل كثيرة وأحواله شهيرة رحمه الله تعالى ونفع به أمين.

ابو الحسن علي بن أبي بكر بن حمير بن تبع ين يوسف ابن فضل ابن المعروف بالحافظ العرشاني كان فقيها إماما كبيرا عالما عارفا، وغلب عليه علم الحديث حتى عرف به، ولم يكن له في وقته نظير في ذلك، أثنى عليه ابن سمرة في طبقاته ثناء حسنا مرضيا، وذكره الجندي أيضا وأثنى عليه كثيرا، ويقال: ثبت عنه بالنقل المتواتر، انه كان يخرج في أيام طلبه كل يوم من قرية عرشان الى قرية احاظة أو إلى قرية المشرق، فيقرأ ثم يعود الى بيته، وبين كل واحد من الموضعين وبين بلده يوم للمجذ، ولما كثر تردده تعرض له جماعة من العرب، فكان يمر عليهم ولا يشعرون به إلا وقد جاوزهم بمسافة لا يمكنهم إدراكه فيها، فلما تكرر منه ومنهم ذلك، علموا أنه حجوب عنهم، فغيروا نيتهم ووقفوا له في بعض الأيام، فظهر لهم فقاموا له وسلموا عليه وطلبوا منه الدعاء وأن يجعلهم في حل مما كاتوا أضمروه له، فعفا

أخذ عن الفقيه المذكور جماعة من الأعيان، وانتفعوا به، منهم الفقيه يحى صاحب البيان، وكان يثني عليه كثيرا ويقول: ما رأيت أحفظ منه ولا أعرف، وكان الفقيه علي المذكور يكره الخوض في علم الكلام، وينهى عن ذلك، وكان أشد الناس محافظة على الصلاة في أوقاتها.

يروى عنه انه قال: ما فاتتني صلاة قط إلا صلاة عصر لعذر مانع، وكان يصلي في مرض موته قائما وقاعدا وعلى جنبه، ولما صار في النزع سمعوه وهو 119

Shafi 219