قال العزيزي: هذا محمول على المستحل لذلك ولم يتب ويخلص التوبة أو هو من باب الزجر والتنفير ليكف الشخص عن هذا الفعل المذموم ا. ه قال شيخنا المترجم، نور الله مرقده، قوله: أو هو من باب الزجر الخ. هذا الجواب اتفق عليه العلماء خلفا عن سلف ولعمري إنه لا يرتضيه من عرف عظيم قدر المصطفى صلى الله عليه وسلم وكأنهم غفلوا عما يستلزمه هذا الجواب مما لا يرتضي أدنى عالم أن ينسب إليه وهو الإخبار بخلاف الواقع لأجل الزجر ولو كان هذا مراد السيد الأعظم لساغ لنا معشر علماء أمته أن نقول لا توبة للزاني مثلا للزجر والتنفير، كيف وذلك من أكبر الكبائر؟ نعم يصح هذا الجواب فيما كان من قبيل الإنشاء كقوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه الشيخان وأصحاب السنن: «أما يخشى أحدكم إذا رفع رأسه قبل الإمام أن يجعل الله رأسه رأس حمار أو يجعل الله صورته صورة حمار» 3 ا. ه. أما ما كان من قبيل الحديث الذي هنا فلا يجاب عنه بهذا الجواب مع إبقائه على خبريته بل إما أن يصرف إلى الإنشاء بجعله للإشفاق وكأنه قال : لعل قاتل المؤمن لم يجعل الله له توبة، وحينئذ يسوغ دعوى إرادة الزجر والتنفير. وإما أن يجاب بجواب لائق بمقام السيد الأعظم مما يعرفه علماء أمته ممن يسوغ له الإقدام على تفسير كلام سيد الأنام، وإلا فيرفع الأمر إلى أهله إن كان ممن يخشى الله ويتقه ا. ه. قال شيخنا: وهو مما فتح الله به علي ولم أره لغيري. ومن تحفه ما كتبه على حديث «أبى الله أن يجعل للبلاء سلطانا على بدن عبده المؤمن» 1 ونصه الذي يظهر كما في هذا الحديث والله أعلم بمراد نبيه صلى الله عليه وسلم، أن المراد المؤمن الكامل والبلاء الكامل وهو الذي لا يصحبه لطف أما الذي معه لطف من قوة يقين ومشاهدة ما في البلاء من النعم فلا يمتنع وقوعه بالكامل بل لا يخلو منه كامل، فاحرص على هذا التحقيق ينفعك في مواضع كثيرة فإنه مما من الله به على هذا العبد ولم يسبقني إليه أحد فيما أعلم فلله الحمد والمنة على نعمه. قلت: وما ذكره شيخنا هو ما يميل إليه القلب أكثر مما ذكره شراح «الجامع الصغير» بأن المراد سلاطة البلاء على الدوام أو المراد المؤمن غير 2 الكامل كما لا يخفى، ويقرب مما ذكره شيخنا قول الحفني: أي لم يجعل للسقم سلطانا على القلب، فلم يمنع من التعلق بالله تعالى، فيكون أطلق البدن وأراد الحال فيه، أو المراد بالبلاء المعاصي فإن بلاءها أشد ا. ه.
Shafi 25