Yin Tunani Kowace Rana
تأمل يوما بعد يوم: ٢٥ درسا للعيش بوعي كامل
Nau'ikan
تحرر
نشعر أننا حينها خفيفون لدرجة العدم. ولكن لا، ليس الأمر كذلك بالضبط. ليس الأمر نوعا من الحركة باتجاه العدم، وإنما نحو انتماء يتجاوزنا.
يذكرني ذلك بمصطلح «مجال النو» للباحث اللاهوتي المسيحي تايار دي شاردن. فكما نذكر المجال الجوي لطبقة الهواء المحيطة بالأرض، أو المحيط الحيوي للطبقة الحية من النباتات والحيوانات التي تغطي سطح الأرض، نستطيع أن نتكلم عن مجال النو («النو» في اللغة الإغريقية تعني الذكاء، والعقل ، والفكر) لكي نتحدث عن الطبقة غير المرئية، غير الملموسة ولكن الحقيقية، لكل أفكار البشر، والتي تشكل «الذكاء الكلي»، الذي هو مجموع ذكاء جميع البشر.
هذا يذكرني بالصورة المجازية للطوافة وعبور النهر؛ فبعد عبور النهر، أو البحيرة، أو المحيط، تصبح الطوافة، التي كانت حتى هذه اللحظة شديدة الأهمية، غير مفيدة ومزعجة. ولكي نكمل طريقنا في الأرض الجديدة التي وصلنا إليها، يتوجب علينا أن نتركها مكانها دون ندم ونأخذ معنا ما هو أساسي فقط.
أذكر كلام الحكيم الذي قال: «اهجر كل شيء. اهجر كل ما تعرفه، اهجر، اهجر. ولا تخف من أن تبقى دون أي شيء لأنه في النهاية سيكون هذا اللاشيء بقربك ...»
أذكر أيضا هذا القول لسيمون فاي: «إن المرء الذي تأخذ روحه الكون أجمع جسدا، يصير هو هذا الكون.» وأفكر بهذا الفرق بين الأبدية والخلود. إننا نعرف أن الخلود لن يكون من نصيبنا، لكننا حين نعيش ونختبر اللحظة الحاضرة بوعي كامل، ونشعر أننا قد حققناها، فهذه هي الأبدية. إنها موجودة، ونحن نشعر بها. «الدرس الرابع والعشرون»
يهدم الوعي الكامل الحدود غير المفيدة، كتلك التي تفصلنا عن بقية العالم. إننا نخاف أن نختفي يوما ونتحلل، ولكننا إذا اختبرنا ذلك عشرات المرات، فبالتأكيد سنكون أقل خوفا. إن التأمل بالوعي الكامل هو أن نتواصل مع العالم بقوة لدرجة أن المسافة بين ذاتنا وما هو خارجها يصير بلا معنى، بلا فائدة، وزائدا عن الحاجة. علينا أن نهيئ أنفسنا للعودة من حيث أتينا، كموجة ستختفي عما قريب في المحيط. إذن لا توجد حدود بعد الآن، وإنما روابط فقط.
الفصل الخامس والعشرون
أن نصل للوعي الكوني
وداعا، وتذكر أن الإيمان أكثر جمالا من الرب.
Shafi da ba'a sani ba