Yin Tunani Kowace Rana
تأمل يوما بعد يوم: ٢٥ درسا للعيش بوعي كامل
Nau'ikan
التقدم حتى الوصول إلى ذلك الملجأ
تصل كريستينا أخيرا إلى بيتها. تجلس على عتبة المنزل وتراقب غروب الشمس. إنها سعيدة بوجودها، رغم كل شيء. إنها سعيدة رغم شللها، وتعبها، ويديها اللتين تؤلمانها، رغم الحزن الذي لا يوصف والذي يغمر حياتها طوال الوقت. يطلب منها الرسام أن يرسم لها لوحة أخرى وهي جالسة على عتبة الدار في ضوء الشمس. وهي توافق. وتنظر إلى الشمس مرة أخرى وتشعر أن تنفسها يهدأ بالتدرج. تتنهد، ثم تبتسم وتلك هي اللحظة التي يختارها الرسام لرسمها فيها. «الدرس الثامن عشر»
أحيانا نعاني لدرجة أننا نلجأ إلى الفعل فقط. نصير حيوانات تعمل بجهد كثيف للاستمرار بالحياة؛ دون تفكير لأننا نعرف أن التفكير في ظل الألم قد يسبب مزيدا من البؤس والعمى. أن نفعل يعني أن نعرف ما هو جيد وأساسي بالنسبة لنا، وهذا يعني أننا قد فكرنا قليلا ومن ثم تصرفنا، وبتواضع كامل. إننا نفعل لأننا نعرف أن ذلك سيساعدنا على الاستمرار. يمكن أن نمشي، أن نهتم بنباتات الحديقة، أن نرتب، أن نصلح، وأن نذهب إلى العمل. إننا نفعل ليس للهرب أو للشعور بالراحة، ولكن لأننا لا نستطيع القيام بشيء آخر، وإن لم نفعل شيئا، سننهار. قد لا يبعث هذا الكلام على الراحة أو الشجاعة، لكن توجد لحظات كهذه في حياتنا.
الفصل التاسع عشر
أن نقبل الغموض
في المهجع الشمالي لدير سان ماركو في فلورنسا، توجد لوحة فريسك الغريبة والرائعة في نفس الوقت تغطي أحد جدران الغرفة رقم 7. إنها من أكثر اللوحات إثارة للاضطراب والدهشة من بين تلك التي رأيتها.
في جو من الحلم والخيال، وفي حالة من السلام السماوي نجد المسيح وقد عصبت عيناه، ويتم في نفس الوقت إهانته؛ ليس من قبل أشخاص حقيقيين، وإنما عبر صفعات وبصقات، وضربات عصا، وكلها آتية من أيد غريبة معلقة في الهواء. إنهم يقومون بمضايقة المسيح، لكنه في نفس الوقت متربع على عرش، ويحمل صولجانا من قصب، وكرة يحملها عادة ملك العالم. كيف يمكننا أن نتعرض للإهانة ونكون مكللين بالنصر في نفس الوقت؟
لوحة «السخرية من المسيح وهو بصحبة مريم العذراء والقديس دومينيك» (1438) لفرا أنجيليكو (تقريبا 1400-1455)، وهي لوحة فريسك، بأبعاد 1,87 × 1,51 متر، متحف سان ماركو، فلورنسا.
تجلس عند قدميه والدته مريم، والقديس دومينيك. هي تستسلم لحزن عميق وحالم، وهو يقرأ. إنهما كعادتهما، يهتمان لحال المسيح؛ لأن حزن مريم هو من أجل ابنها، ومن المؤكد أن دومينيك كان يقرأ قصة حياة المسيح في الإنجيل. إنهما يهتمان بأمر المسيح، لكنهما لا يأبهان بآلامه على ما يبدو. هما لم يهجراه؛ لا يزالان على تواصل معه؛ مريم بأفكارها، ودومينيك عبر قراءته. لكنهما لا يحاولان مساعدته أو مواساته. لماذا؟
رغم الضوء الساطع في هذه اللوحة، فلا توجد أشياء كثيرة يمكن للمنطق أن يتمسك بها، ومن ثم، يبدو كل شيء غامضا. ولكن أليس هذا هو الوضع في أغلب الأحيان في حياتنا، حتى لو حاولنا إقناع أنفسنا بالعكس؟
Shafi da ba'a sani ba