Yin Tunani Kowace Rana
تأمل يوما بعد يوم: ٢٥ درسا للعيش بوعي كامل
Nau'ikan
ذلك الذي يرى اللحظة الحاضرة، يرى كل ما حدث عبر التاريخ وما سيحدث حتى آخر الزمان.
ماركوس أوريليوس، «تأملات» (6، 37)
الفصل الخامس عشر
أن نتحرر من سجوننا الذهنية
يا له من رجل مسكين! كم يبدو قلقا وحزينا، وتعبا ومنهكا.
يبدو أنه قد تخلى عن محاولة الفهم أو الفعل؛ ومن ثم هناك هذا الانطباع الغريب بأن رأسه قد حشر في النافذة ... وكأنه حين أراد أن ينظر خارجا، ليرى قليلا ما يحدث في العالم، كي يخفف ثقل أفكاره قليلا، ويخرج من حزنه؛ وجد نفسه محشورا. وهو الآن يعاني بصمت، ونظرته هذه تبدو كأنه لا ينظر، أو لا يرى شيئا. إن نظرته لا تتجه نحو الخارج، وإنما نحو الداخل. إنها أيضا مسجونة داخل آلامه وأحزانه.
إنه محاصر، كما قد نكون أحيانا محاصرين بأفكارنا. إنه مسجون في صلابة حجارة النافذة التي تحيط به؛ في صلابة الخشب والزجاج والحديد، تماما كما يحدث مع همومنا أحيانا، حين تزيد من صلابتها اجتراراتنا بسبب القلق، فنسجن داخلها. سيقول لنا هذا الفخ: «انظر، انظر عبر أفكارك القلقة، واجتراراتك التي ستخدع إدراكك. وإذا ذهبت أبعد داخلها، فستسجن فيها. وإذا غذيتها، فستصير صلبة وقوية وكأنها الواقع. وإذا بقيت منتبها لها، فستصير سجينها.»
لوحة «رجل في نافذته»، (1653)، لصامويل فان هوخستراتن (1627-1678)، وهي لوحة زيتية على القماش، بأبعاد 1,11 × 0,865 متر، متحف تاريخ الفن، فيينا.
كيف نستطيع التخلص من هذه البلبلة التي نسببها لأنفسنا؟ كيف يمكننا الخروج من هذه المصائد الذهنية، تلك التي نضع أنفسنا داخلها في بعض الأحيان؟ فهل يختبئ الحل في هذه القارورة الصغيرة الموضوعة على حافة النافذة؟ ولكن كيف يمكن الوصول إليها؟
إن التربة العفنة التي تسببها الآلام الصغيرة تؤذي أكثر من أي رض مهما كان عنيفا.
Shafi da ba'a sani ba