Surah Al-Qasas: An Analytical Study

Mohammed Mutiny d. Unknown
72

Surah Al-Qasas: An Analytical Study

سورة القصص دراسة تحليلية

Nau'ikan

وقال النّحاس: " قال الكسائي: المعنى هذا قُرَّة عَيْنٍ لي ولكَ، وقال أبو جعفر: وفي رفعه وجه آخر بعيد ذكره أبو إسْحًاق: يكون رفعًا بالابتداء والخبر (لا تقتلوه)، وإنما بَعُدَ لأنه يصير المعنى: إنه معروف بأنه قُرَّة عَيْنٍ له، وجوزاه أن يكون المعنى: إذا كان قُرَّة عَيْنٍ لي ولك فلا تقتلوه، ولم تقل نقتله، وهي تخاطب فرعون كما يخاطب الجبارون، وكما يخبرون عن أنفسهم (وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ) يكون لبني إسرائيل، ويجوز أن يكون لقوم فرعون، أي: لا يشعرون أن يسلبهم مُلكهم «١» . وقال العكبري: " أي هو قُرَّة عَيْنٍ و(لي ولك) صفتان لـ (قُرَّة) " «٢» . وقال أبو حيان: " و(قُرَّة) خبر مبتدأ محذوف، أي: هو قُرَّة، ويبعد أن يكون مبتدأ والخبر (لا تقتلوه) " «٣» . وقال الحلبي: " (قُرَّة عَيْنٍ) فيها وجهان أظهرهما أنه خبر مبتدأ أي: هو قُرَّة عَيْنٍ. والثاني - وهو بعيد جدًا - أن يكون مبتدأ والخبر (لا تَقْتُلُوهُ) وكأن هذا القائل حقه أن [لا] يذكر فيقول لا تَقْتُلُوها إِلاَّ أنه لما كان المراد مذكرًا ساغ ذلك " «٤» . وعلى الرغم من هذا الخلاف الواسع في إعراب (قُرَّة عَيْنٍ) فإن جعل المضاف والمضاف إليه رفعًا على المبتدأ والخبر مما يستقيم به النص في دلالاته، وذلك أن الرفع أقوى تقديرًا من حالتي النصب والجر وكون المرفوع المبتدأ مضافًا لا يستلزم له تقدير محذوف أو محذوفين، على رأي الكسائي في تقديره، وأبي حيان في تقديره أيضًا، فإهمال التقدير في إعراب أوجه من تكلف ما لا يحتاجه النص القرآني التام.

(١) إعراب القرآن (النحاس): ٢/ ٥٤٣- ٥٤٤. (٢) التبيان في إعراب القرآن: ١/ ١٧٦. (٣) البَحْر المُحِيْط: ٧/ ١٠٦. (٤) الدُّرُّ المَصُون: ٥/ ٣٣٢ – ٣٣٣.

1 / 72