Surah Al-Qasas: An Analytical Study
سورة القصص دراسة تحليلية
Nau'ikan
وقال الزمخشري: " وعطفه على (نتلو) و(يستضعف) غير سديد. قلت: هي جملة معطوفة على قوله: ﴿إِنَّ فِرْعَوْنَ علاَ فِي الأَرْضِ﴾، لأنها نظيرة تلك في وقوعها تفسيرًا لنبأ موسى وفرعون، واقتصاصًا له، (ونريد) حكاية حال ماضية. ويجوز أن يكون حالًا من (يستضعف)، أي: يستضعفهم فرعون ونحن نريد أن نمنّ عليهم، فإن قلت: كيف يجتمع استضعافهم وإرادة الله المّنَّة عليهم، وإذا أراد الله شيئاَ كان ولم يتوقف إلى وقت آخر؟ قلت: لما كانت مِنَّة الله بخلاصهم من فرعون قرينة الوقوع، جعلت إرادة وقوعها كأنها مقارنة لاستضعافهم " «١» .
إن حجج الاختلاف التأويلي في إعراب (ونريد) مما يثري النص القرآني ودلالاته المتعددة، وذلك أن كونه عطفًا على (إن فرعون) لا يستقيم به المعنى، أما ما يستقيم به المعنى فهو جعل (ونريد) حالًا لديمومة القدرة الإلهية، لأن الحال كما قدمنا يدلّ على الاستمرارية، ولا ريب أن عطفه - أي النصّ - على (ويستضعف) غير سديد لاختلاف التوجيه في الرفع والنصب، وبذلك يستقيم النصّ إعرابيًا.
﴿قُرَّةُ عَيْنٍ﴾ «٢»
قال مكي: " رفع على إضمار مبتدأ، أي: هو قُرَّة عَيْنٍ لي. ويجوز أن يكون مبتدأ والخبر (لا تقتلوه) . ويجوز نصبه بإضمار فعل يفسره (لا تقتلوه) تقديره: اتركوا قُرَّة عَيْنٍ لا تقتلوه " «٣» .
وقال ابن الأنباري: " (قُرَّة عَيْنٍ) مرفوع من وجهين: أحدهما أن يكون مرفوعًا لأنه خبر مبتدأ محذوف تقديره: هو قُرَّة عَيْنٍ. والثاني: أن يكون مرفوعًا لأنه مبتدأ، و(لا تقتلوه) خبر " «٤» .
(١) الكَشَّاف: ٣ /١٦٥. (٢) سُوْرَةُ الْقَصَصِ: الآية ٩. (٣) مَشْكِل إِعْرَاب القُرْآن: ١/ ٥٤٧. (٤) البَيَان فِي غَريب إعْرَاب القُرْآن: ٢/ ٢٢٩ –٢٣٠.
1 / 71