سننها في إسباغ الوضوء لها ، وافتاح ذكر الله ، عز وجل ، [فيها ] ، وترتل في قراءتك ، وتمكن في ركوعك وسجودك وتشهدك ، وليصدق فيه رأيك ، ونيتك ، واحضض عليها جماعة من محك ، وتحت يدك ، وادأب عليها فإنها ، كما قال الله ، عز رجل :
( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} .
ثم أتبع ذلك بالأخذ بسنن رسول الله ، ، والمثابرة على خلافته، واقتفاء آثار السلف الصالح من بعده ، وإذا ورد عليك أمر فاستعن عليه باستخارة الله ، عز وجل ، وتقواه ، ولزوم ما أنزل الله ، عز وجل ، في كتابه من أمره ونهيه ، وحلاله وحرامه ، وإتمام ما جاعت به الآثار عن رسول الله، عالم ، تم قم فيه بما يحق الله ، عز وجل ، عليك ، ولا تمل من العدل في ما أحببت أو كرهت لقريب من الناس ، أو بعيد .
وآثر الفقه والدين وحملته ، وكتاب الله ، عز و جل ، والعاملين به ، فإن أفضل ما تزين به المرء الفقه في الدين ، والطلب له ، والحث عليه ، والمعرفة بما يتقرب به إلى الله ، عز وجل، فإنه الدليل على الخير كله والقائد له والآمر به ، والناهى عن المعاصى والمويقات كلها، ومع توفيق الله ، عز وجل ، يزداد العبد معرفة الله ، عز وجل ، وإجلالا له ، ذكرا للدرجات العلى في المعاد مع ما ظهروه للناس من التوقير لأمرك ، والهيبة لسلطانك ، والأنسة بك، والثقة بعدلك
وعليك بالاقتصاد في الأمور كلها ، فليس شيء أبين ، ولا أخص أمنا ، ولا أجمع فضلا منه ، والقصد داعية إلى الرشد ، والرشد دليل على التوفيق ، والتوفيق قائد إلى السعادة ، وقوام الدين والسنن الهادية بالاقتصاد، وآثره في دنياك كلها ، ولا تقصر في طلب الآخرة ، والأجرة ، والأعمال الصالحة ، والسنن المعروفة ، ومعالم الرشد ، ولا غاية للاستكثار في البر والسعي له ، وإذا كان يطلب به وجه الله ، تعالى ، ومرضاته ومرافقة أوليائه في دار كرامته .
واعلم أن القصد في شأن الدنيا يورث العز ، ويحصن من الذنوب ، وأنه لن تحوط لنفسك ومن يليك ، ولا تستصلح أمورك بأفضل منه ، فأته واهتد به تتم أمورك، وتزد مقدرتك ، و تصلح خاصتك وعامتك .
Shafi 132