217

Salon a Tabaqat Al-ʿulamaʾ Wa Al-Muluk

السلوك في طبقات العلماء والملوك

Bincike

محمد بن علي بن الحسين الأكوع الحوالي

Lambar Fassara

الثانية

وليه ابْنه إِبْرَاهِيم وَتُوفِّي على حَيَاة أَبِيه ثمَّ خَلفه أَبوهُ أَيَّامًا وَاعْتذر فعذر وَكَانَت وَفَاته بعد خَمْسمِائَة وَمن ذُريَّته أَبُو البركات بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحُسَيْن الْفَقِيه مقدم الذّكر ولي الْقَضَاء وَمِنْهُم جمَاعَة بِمَكَّة قَالَه ابْن سَمُرَة قَالَ وَمِنْهُم إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن الْفَقِيه أَيْضا حُسَيْن الْمَذْكُور وَكَانَ فَقِيها مجودا لَوْلَا أَنه اشْتغل بِالْعبَادَة مَعَ الصُّوفِيَّة لَكَانَ إِمَامًا فِي الْفِقْه وَالْخلاف قَالَ ابْن سَمُرَة وَكَانَ الْفُقَهَاء يكْرهُونَ اشْتِغَال الْعَالم بِالْعبَادَة وَيَقُولُونَ أَنه فرار من الْعلم وَلَعَلَّ الطبريين الْمَوْجُودين الْآن بِمَكَّة من ذُريَّته وَأما الْبَنْدَنِيجِيّ فَهُوَ أَبُو نصر هبة الله بن ثَابت الْبَنْدَنِيجِيّ نِسْبَة إِلَى بلد بِالْقربِ من الْبَصْرَة تسمى بندنيجين بِفَتْح الْبَاء الْمُوَحدَة وَسُكُون النُّون وَفتح الدَّال الْمُهْملَة وخفض النُّون ثمَّ يَاء مثناة من تَحت سَاكِنة وَفتح الْجِيم ثمَّ يَاء مثناة من تَحت سَاكِنة ثمَّ نون تفقه بالشيخ أبي إِسْحَق مقدم الذّكر كَمَا تقدم وَكَانَ سهل الْمُقَابلَة لين الْجَانِب صبورا على الإقراء لذَلِك كَانَ الْأَخْذ عَنهُ أَكثر من الْأَخْذ عَن الطَّبَرِيّ وَكَانَ بَينهمَا منافرة ثمَّ اصطلحا وَتُوفِّي قبل الطَّبَرِيّ وَكَانَ قد كف بَصَره وَلما توفّي حضر الصَّلَاة عَلَيْهِ الطَّبَرِيّ واليفاعي ووفاته على رَأس خَمْسمِائَة وَقد مضى بَيَان ذَلِك واتصال شيخهما بِالْإِمَامِ نرْجِع إِلَى ذكر فُقَهَاء الْيمن من أهل طبقَة الشَّيْخ زيد بن عبد الله اليفاعي وهم جمَاعَة مِنْهُم مقبل بن مُحَمَّد بن زُهَيْر بن خلف الْهَمدَانِي تفقه فِي بدايته بِأبي بكر بن جَعْفَر مقدم الذّكر وَأخذ عَن ابْن أبي ميسرَة وارتحل إِلَى كرمان وتفقه بهَا على قطب الدّين وَجَمَاعَة من فقهائها ثمَّ عَاد الْيمن فسكن ذَا أشرق رَغْبَة فِي الْكتب الْمَوْقُوفَة بهَا إِذْ كَانَ قَلِيل الْكتب وَكَانَ فَقِيها زاهدا ورعا متقللا صواما قواما مَشْهُورا باستجابة الدُّعَاء وَسكن فِي آخر عمره قَرْيَة الدمنة شَرْقي ذِي أشرق وَهِي بخفض الدَّال الْمُهْملَة بعد ألف وَلَام ثمَّ سُكُون الْمِيم وَفتح النُّون ثمَّ هَاء سَاكِنة وَله مُخْتَصر حسن فِي الْفَرَائِض وَكَانَ شَيْخه الْفَقِيه أَبُو بكر بن جَعْفَر يَأْتِيهِ إِلَى الدمنة فيجد أَصْحَابه يقرأون

1 / 275