Salon a Tabaqat Al-ʿulamaʾ Wa Al-Muluk
السلوك في طبقات العلماء والملوك
Bincike
محمد بن علي بن الحسين الأكوع الحوالي
Lambar Fassara
الثانية
وَأما أَنْت أَيهَا الْفَقِيه أَبَا سعيد فَمن يراك حِين تدرس وتفتي وتحاضر وتروي وتكتب وتملي علم أَنَّك الحبر ابْن الحبر وَالْبَحْر ابْن الْبَحْر والضياء ابْن الْفجْر
ثمَّ ذكر مَعَه أَخَاهُ وأباه فَقَالَ رحم الله شيخكم الْأَكْبَر فَإِن الثَّنَاء عَلَيْهِ غنم وَالنِّسَاء بِمثلِهِ عقم فليفخر بكم أهل جرجان مَا سَالَ واديها وَأذن مناديها
قَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق قدم القَاضِي أَبُو الطّيب جرجان قَاصِدا لِأَبِيهِ فَمَاتَ قبل لِقَائِه فَأخذ عَن هَذَا بِحَق أَخذه عَن أَبِيه قَالَ وبأبيه تفقه فُقَهَاء جرجان ثمَّ أثنى عَلَيْهِ وَقَالَ جمع بَين الْفِقْه والْحَدِيث ورياسة الدّين وَالدُّنْيَا وصنف الصَّحِيح وَتُوفِّي سنة سِتّ وَتِسْعين وثلثمائة وَولده توفّي لنيف وَتِسْعين وثلثمائة
وَأما الماسرخسي فَهُوَ أَبُو الْحسن مُحَمَّد بن عَليّ بن سهل الماسرخسي تفقه بِأبي إِسْحَاق الْمروزِي بتفقهه عَن ابْن سُرَيج وَقد مضى بَيَان ذَلِك وَكَانَ متقنا للْمَذْهَب درس بنيسابور وَعنهُ أَخذ فقهاؤها ومعظم تفقه القَاضِي أبي الطّيب بِهِ لزم مَجْلِسه أَربع سِنِين وَكَانَت وَفَاته سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وثلثمائة
وَأما الْخَوَارِزْمِيّ فَهُوَ شَيْخه بِبَغْدَاد وَهُوَ أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْخَوَارِزْمِيّ الْبَانِي يرْوى بِالْبَاء الْمُوَحدَة وبالنون سمعناه كَذَلِك تفقه بالداركي أثنى عَلَيْهِ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق وَقَالَ فِي حَقه كَانَ فَقِيها شَاعِرًا أديبا مترسلا كَرِيمًا درس بِبَغْدَاد بعد شَيْخه الداركي وَتُوفِّي سنة ثَمَانِي وَسبعين وثلثمائة وَشَيْخه الإِمَام الداركي هُوَ أَبُو الْقَاسِم عبد الْعَزِيز بن عبد الله الداركي كَانَ فَقِيها فَاضلا تفقه بِأبي إِسْحَاق قد ذكرت أَن مُعظم طرق الْمروزِي عَنهُ وَإِلَيْهِ انْتهى التدريس بِبَغْدَاد وَعَلِيهِ تفقه الشَّيْخ أَبُو حَامِد الإسفرائيني وَقد مضى بَيَان طَرِيق الشَّيْخ أبي حَامِد واتصالها بِالْإِمَامِ الشَّافِعِي
ثمَّ نعود إِلَى بَيَان اتِّصَال الإِمَام زيد بن عبد الله بالشيخ أبي إِسْحَاق
قد ذكرت أَن مُعظم طرق أهل الْيمن فِي الْفِقْه خَاصَّة لَا يكَاد يتَجَاوَز هَذَا الرجل خَاصَّة فِي كتب الشَّيْخ أبي إِسْحَاق فاتجه بَيَان مَا ثَبت أَولا من ذكر شُيُوخه الموصلة لَهُ بالمصنف وهما الفقيهان الكبيران الطَّبَرِيّ والبندنيجي وَكَانَ الطَّبَرِيّ فِيمَا قيل أعلم الرجلَيْن لَكِن بِهِ ضيق خلق وَلذَلِك وَقل الْأَخْذ عَنهُ بِخِلَاف الْبَنْدَنِيجِيّ
والطبري هُوَ أَبُو عبد الله الْحُسَيْن بن عَليّ تفقه بالشيخ أبي إِسْحَاق وَكَانَ متسع الْعلم فَقِيها أصوليا نحويا لغويا وَهُوَ مُصَنف الْعُمْدَة فِي الْفِقْه ولي قَضَاء مَكَّة وَقيل بل
1 / 274