Salon a Tabaqat Al-ʿulamaʾ Wa Al-Muluk
السلوك في طبقات العلماء والملوك
Bincike
محمد بن علي بن الحسين الأكوع الحوالي
Lambar Fassara
الثانية
وَمَال إِلَى موافقتي خلق ناشر ثمَّ لما أَخذ جبل مسور وَاسْتعْمل الطبول والرايات بِحَيْثُ كَانَ لَهُ ثَلَاثُونَ طبلا إِذا أقبل إِلَى مَكَان سَمِعت إِلَى مَسَافَة بعيدَة وَكَانَ للحوالي حصن بجبل مسور لَهُ بِهِ وَال انتزعه مِنْهُ ثمَّ حِين علم استقامة أمره كتب إِلَى مَيْمُون يُخبرهُ بِقِيَام أمره وظهوره على من عانده وَبعث لَهُ بِهَدَايَا وتحف جليلة وَذَلِكَ سنة تسعين ومئتين فحين بلغه الْأَمر ووصلت الْهَدَايَا قَالَ لوَلَده عبيد هَذِه دولتك قد قَامَت لَكِن لَا أحب ظُهُورهَا إِلَّا من الْمغرب ثمَّ بعث أَبَا عبد الله الْحُسَيْن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا الْمَعْرُوف بالشيعي الصَّنْعَانِيّ إِلَى الْمغرب وَأمره بِدُخُول إفريقية وسياسة أَهلهَا واستمالتهم إِلَى طَاعَة وَلَده عبيد فَقدم الْمغرب حسب أمره وَكَانَ من رجال الْعَالم الَّذِي يضْرب بهم الْمثل فِي السياسة فَلم يستحكم أمره إِلَّا فِي سنة سِتّ وَتِسْعين ومئتين فَكتب إِلَى الْمهْدي يُخبرهُ بِقِيَام الْأَمر وَطَاعَة النَّاس لَهُ ويأمره بالقدوم إِلَيْهِ فبادر عبيد الملقب بالمهدي وَقدم إفريقية وَقد كَانَ الشيعي غلب على ملكهَا وَصَارَ بِيَدِهِ فحين قدم الْمهْدي سلمه إِلَيْهِ فندمه وذمه أَخُوهُ وَقَالَ لَهُ بئس مَا صنعت بِيَدِك ملك تسلمه لغيرك وَجعل يُكَرر عَلَيْهِ ذَلِك حَتَّى أثر عِنْده وهم أَن يغدر بالمهدي وبلغه ذَلِك فاستشعر مِنْهُ ودس عَلَيْهِ من قَتله وَقتل أَخَاهُ فِي سَاعَة وَاحِدَة منتصف جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَتِسْعين ومئتين
وَهَذَا عبيد الله الملقب بالمهدي هُوَ جد مُلُوك الْمغرب ثمَّ مصر فَابْن خلكان يَقُول فِي نسبهم العبيديين نِسْبَة إِلَى هَذَا عبيد وناس يسمونهم العلويين على صِحَة
1 / 204