Salon a Tabaqat Al-ʿulamaʾ Wa Al-Muluk

Al-Ganadi d. 732 AH
145

Salon a Tabaqat Al-ʿulamaʾ Wa Al-Muluk

السلوك في طبقات العلماء والملوك

Bincike

محمد بن علي بن الحسين الأكوع الحوالي

Lambar Fassara

الثانية

مَكَّة فحججنا ثمَّ سرنا مَعَ حَاج الْيمن حَتَّى جِئْنَا غلافقة ثمَّ تواصينا بِأَن لَا ينسى أحد منا صَاحبه وَلَا يَنْقَطِع خَبره عَنهُ ثمَّ سرت حَتَّى قدمت الْجند وَهِي إِذْ ذَاك بيد الْجَعْفَرِي قد تغلب عَلَيْهَا وانتزعها من ابْن يعفر وَكَانَ الشَّيْخ قد قَالَ لي إياك أَن تبتدئ بِشَيْء من أَمرك إِلَّا فِي بلد يُقَال لَهَا عدن لاعة فَإِنَّهَا الْبَلَد الَّذِي يتم بِهِ ناموسك وتنال غرضك فِيهَا فَلم أعرفهَا فقصدت عدن أبين وَسَأَلت عَن عدن لاعة فَقيل إِنَّهَا بِجِهَة حجَّة فَسَأَلت عَن من يقدم من أَهلهَا فأرشدت إِلَى جمَاعَة قدمُوا لغَرَض التِّجَارَة وَاجْتمعت بهم وصحبتهم وتطلعت عَلَيْهِم حَتَّى أحبوني وَقلت أَنا رجل من أهل الْعلم بَلغنِي أَن لكم بَلَدا جبلا وَأُرِيد صحبتكم إِلَيْهِ فرحبوا وأهلوا ثمَّ لما أَرَادوا السّفر خرجت من جُمْلَتهمْ وَكنت فِي أثْنَاء الطَّرِيق أتحفهم بالأخبار وأحثهم على الصَّلَاة وَكَانُوا يأتمون بِي فحين دخلت لاعة سُئِلت عَن الْمَدِينَة فِيهَا فأرشدت إِلَيْهَا فأتيتها ولزمت بعض مساجدها وَأَقْبَلت على الْعِبَادَة حَتَّى مَال إِلَيّ جمع من النَّاس فَلَمَّا علمت أَن قد استحكمت محبتي فِي قُلُوبهم أَخْبَرتهم أَنِّي قدمت عَلَيْهِم دَاعيا للمهدي الَّذِي بشر بِهِ النَّبِي ﷺ فحالفت جمعا مِنْهُم على الْقيام وَصَارَ يُؤْتى لي بِالزَّكَاةِ فَلَمَّا اجْتمع عِنْدِي مِنْهَا شَيْء كثير قلت إِنَّه يَنْبَغِي أَن يكون لي معقل تحفظ بِهِ هَذِه الزَّكَاة وَيكون بَيت مَال الْمُسلمين فبنيت عين محرم وَهُوَ حصن كَانَ لقوم يعْرفُونَ ببني العرجاء ونقلت إِلَيْهِ مَا كَانَ تحصل عِنْدِي من طَعَام ودراهم فحين صرت إِلَيْهِ بِمَا معي وَقد عاهدني خمسمئة رجل على النُّصْرَة صعدوا معي الْحصن بِمَا مَعَهم من مَال وَأَوْلَاد فأظهرت حِينَئِذٍ الدعْوَة إِلَى عبيد الله الْمهْدي بن الشَّيْخ مَيْمُون

1 / 203