فصافحة الرجل قائلا: حسن إبراهيم مأمور قسم الجمالية! بدأت فيه ملازما وعدت إليه في آخر المطاف مأمورا ...
ثم وهو يهز رأسه: كانت الأوامر صريحة، أرجو ألا يثبت عليهما ما يدينهما.
وهنا ترامى إليهما صوت خديجة وهي تحدث أمها وعائشة بما كان وتبكي فقال: هذه أمهما، عرفتني بذاكرتها العجيبة ثم ذكرتني بالمرحوم ولكن بعد أن كان التفتيش الدقيق قد وقع، طمئنها ما أمكنك.
ثم نزلا معا جنبا إلى جنب، وعند مرورهما بالدور الثاني مرقت عائشة من الباب في حدة بادية وحدجت المأمور بنظرة قاسية وصاحت به: لماذا تقبضون على أولاد الناس بلا سبب؟ ألا تسمع بكاء أمهما؟
فانحرف بصر المأمور إليها كرد فعل للمفاجأة ثم غض بصره تأدبا وهو يقول: سيطلق سراحهما عما قريب إن شاء الله ...
ثم سأل كمال بعد أن ابتعدا عن مدخل الدور الثاني: والدتك؟
فابتسم كمال ابتسامة حزينة وقال: بل شقيقتي! لم تجاوز الرابعة والأربعين ولكنها عانت من سوء الحظ ما حطمها ...
والتفت المأمور إليه كالداهش، وخيل إليه بأنه هم أن يطرح سؤالا، ولكنه تردد لحظة ثم عدل عما كان هم به، وتصافحا في الفناء، وقبل أن يمضي الرجل إلى سبيله سأله كمال: أمن المستطاع أن أزورهما في السجن؟ - نعم ... - شكرا ...
وعاد كمال إلى الصالة فانضم إلى أمه وشقيقتيه وهو يقول: سأزورهما غدا، لا داعي للخوف، وسوف يطلق سراحهما عقب التحقيق معهما ...
وكانت خديجة لا تمسك عن البكاء فصاحت عائشة في نرفزة: لا تبكي، كفانا بكاء، سيعودان إليك، ألا تسمعين؟
Shafi da ba'a sani ba