وكانت الأسرة قد استيقظت مضطربة على رنين الجرس، ثم جاءتهم أم حنفي وهي تقول في ذعر: «بوليس»، وهرع كمال إلى الحوش حيث التقى بالمأمور فتساءل منزعجا: أفندم؟
فسأله المأمور: أتعرف عبد المنعم إبراهيم وأحمد إبراهيم؟ - أنا خالهما! - صناعتك؟ - مدرس بمدرسة السلحدار. - عندنا أوامر بتفتيش البيت! - ولكن لماذا؟ أي تهمة توجهها إلي؟ - إننا نفتش عن منشورات تخص الشابين لعلهما أخفياها هنا. - أؤكد لحضرتك أنه ليس في بيتنا منشورات، تفضل فتش كما تشاء ...
ولاحظ كمال أنه أمر القوة باحتلال السلم والسطح وأنه مضى معه بمفرده. وما كان تفتيشا يقلب البيت رأسا على عقب ولكن المأمور اكتفى بتفقد الحجرات وإلقاء نظرة سطحية على المكتب وخزانات الكتب، فاسترد أنفاسه، واستطاع أن يسأله وقد أنس إليه: فتشتم بيتهما؟ - طبعا ...
ثم بعد لحظة قصيرة: إنهما الآن في سجن القسم!
فسأله كمال في انزعاج: هل ثبت عليهما شيء؟
فأجاب الرجل برقة غير معهودة في أمثاله: أرجو ألا يصل الأمر إلى هذا الحد، غير أن التحقيق متروك للنيابة. - أشكر لك جميل عواطفك!
فقال المأمور بهدوء وهو يبتسم: ولا تنس أنني لم أبهدل البيت! - نعم يا سيدي، إني لا أدري كيف أشكرك!
وإذا به يلتفت نحوه متسائلا: حضرتك أخو المرحوم فهمي؟
فاتسعت عينا كمال دهشة وقال: نعم، أكنت تعرفه؟ - كنا أصدقاء، رحمه الله ...
فقال كمال برجاء: مصادفة سعيدة ... (وهو يمد له يده) ... كمال أحمد عبد الجواد.
Shafi da ba'a sani ba