173

وإذا بحسين شداد ينهض وهو يقول: آن لي أن أذهب، دعني أرك، إني أتناول عشائي عادة في رتز.

فنهض بدوره، وتصافحا وهو يتمتم: إن شاء الله ...

وافترقا عند ذاك وهو يشعر بأنه لن يراه مرة أخرى، وبأنه ليس به حاجة إلى معاودة رؤيته، كما ليس بالآخر حاجة إلى ذلك، وغادر المشرب وهو يقول لنفسه «إني حزين يا عايدة لأني لم أحزن عليك كما كان يجدر بي ...»

52

في سكون الهزيع الأخير من الليل طرق طارق باب بيت آل شوكت بالسكرية، ثم تتابع الطرق حتى استيقظ النائمون. وما إن فتحت خادم الباب حتى تدافعت إلى الداخل أقدام ثقيلة شديدة الوقع، انتشرت في الفناء والسلم وأطبقت على الشقق الثلاث. وخرج إبراهيم شوكت إلى الصالة مثقل الرأس بالنوم متعبا بالكبر فرأى ضابطا كبيرا يتوسط مجموعة من الجنود والمخبرين، فدهش الرجل وتساءل منزعجا: ماذا هنالك كفى الله الشر؟!

فسأله الضابط الكبير بخشونة: ألست والد أحمد إبراهيم شوكت وعبد المنعم إبراهيم المقيمين في هذا البيت؟

فأجاب الرجل وقد امتقع وجهه: بلى ... - عندنا أوامر بتفتيش البيت جميعه ... - لماذا يا حضرة المأمور؟

فلم يأبه له والتفت نحو معاونيه آمرا: فتشوا ...

واندفع الرجال إلى الحجرات صادعين بالأمر على حين تساءل إبراهيم شوكت: لماذا تفتشون شقتي؟

ولكن المأمور تجاهله. وعند ذاك اضطرت خديجة إلى مغادرة حجرة النوم - التي اقتحمها المخبرون - متلفعة بشال أسود وهي تهتف غاضبة: أليس للنساء حرمة! هل نحن لصوص يا حضرة المأمور!

Shafi da ba'a sani ba