فقال ياسين كالمعتذر: أبي جيل وحده، وا أسفاه أصبح هو وأصحابه قعيدي بيوتهم، ولم تكن الدنيا لتسعهم على رحابتها!
وكان رضوان يقول لأحمد في حديث جانبي مستقل: بدخول إيطاليا الحرب أصبح الموقف بالنسبة لمصر شديد الخطورة. - ربما تحولت هذه الغارات الاسمية إلى غارات فعلية .. - ولكن هل لدى الإنجليز قوة كافية لصد الزحف الإيطالي المتوقع؟ لا شك أن هتلر سيترك مهمة الاستيلاء على قناة السويس لموسوليني ..
فتساءل عبد المنعم: هل تقف أمريكا متفرجة.
فقال أحمد: مفتاح الموقف الحقيقي في يد روسيا! - لكنها حليفة هتلر؟ - الشيوعية عدوة النازية، ثم إن الشر الذي يتهدد العالم بانتصار الألمان أضعاف ما يتهدده بانتصار الديمقراطيات ..
فقالت خديجة: أظلموا لنا الدنيا يظلم عيشتهم، وما هذه الأشياء التي لم نعرفها من قبل؟ .. صفارات إنذار! .. مدافع مضادة .. كشافات. مصائب تشيب الإنسان قبل الأوان!
فقال إبراهيم في سخرية هادئة: على أي حال الشيب في بيتنا ليس قبل الأوان .. - هذا عندك أنت وحدك!
كان إبراهيم في الخامسة والستين، ولكنه يبدو بالقياس إلى السيد أحمد - الذي لم يكن يكبره إلا بثلاث سنوات - كأنما يصغره بعشرات السنين.
وعند انتهاء الزيارة، قال رضوان لعبد المنعم: زرني في الوزارة.
ولما أغلق الباب وراء الذاهبين، قال أحمد لعبد المنعم: خذ بالك أن تدخل عليه دون استئذان، ادرس كيف تزور سكرتير وزير!
فلم يجبه ولم ينظر ناحيته ..
Shafi da ba'a sani ba