والقول فى السارق مما يجرى هذا المجرى؛ وذلك أنه ليس إن كان السارق شريرا ف «أن يأخذ» هو شرير؛ إلا أن قبول المرض ليس كذلك. وأترى إذا كانت العادلة آثر من الجائرة، فالتى على جهة العدل آثر من التى على جهة الجور؟ — غير أن الموت على جهة الجور آثر. وأترى من صفات العادل أن يكون ماله مبذولا لكل أحد؟ فإن هذه الأشياء، وإن كانت كاذبة إذا نظر الناظر فيها بحسب اعتقاده، فإنها بحسب السنة حقيقية، فيكون الشىء الواحد بعينه إذن عادلا وغير عادل. — وأترى يجب أن يحكم على القائل بأن هذه أمور عادلة، أو على الذى يقول إنها جائرة؟ — فأما الذى لحقه الجور فقد يستحق أن يقال فيه إنه عادل بسبب ما ناله من الانفعالات الجائرة، وذلك أنه ليس إن كان الانفعال على جهة الجور مؤثرا فإن الجور يكون آثر من العدل، بل من الذى على جهة العدل على الإطللاق. فحينئذ لا مانع يمنع من أن يكون إما على جهة الجور أو على جهة العدل: والعدل هو أن تكون الأشياء التى هى له موجودة له، فأما وجود هذه الأشياء الغريبة له فليس بعدل. ولا مانع يمنع من أن يحكم بهذه الحكومة العادلة، وذلك مثل أن تكون هذه بحسب اعتقاد الحاكم. وذلك أنه ليس إن كانت — هذه عادلة على هذا النحو فهى عادلة على الإطلاق وعلى هذه الجهة. فلا مانع يمنع إذا كانت جائرة من أن نقول فيها إنها عادلة. وذلك أنا ليس إذا قلنا إنها عادلة تكون عادلة من الاضطرار. وكما أنا ليس إذا قلنا إنها نافعة تكون نافعة، فكذلك يجرى الأمر فى الأشياء العادلة. فإذن ليس إن كانت هذه التى تقال جائرة فإن الذى يقول الجائرة يكون غالبا؛ وذلك أنه يقول فى هذه الأشياء التى يجوز أن يقال فيها إنها عادلة، وفى الأشياء التى على الإطلاق إنها جائرة لما من شأنها أن تقبله من الانفعال.
[chapter 26: 26] 〈حل التبكيتات الناشئة عن تجاهل المطلوب〉
Shafi 974